04-12-2017 11:19 AM
سرايا - احتفت جمعية النقاد الأردنيين، مساء أول أمس، في رابطة الكتاب الأردنيين، بمجموعتين قصصيتين للقاص جمعة شنب، وهما: «بنت الحرام» و»قهوة رديئة»، عبر ندوة شارك فيها الناقد الدكتور زياد أبولبن والناقد الدكتور محمد القواسمة وأدارها الناقد والقاص الدكتور غسان عبدالخالق رئيس الجمعية، الذي تحدث عن تجربة القاص شنب منذ بداياته وحتى الآن والتحولات التي طرأت على تجربته ونضجها الفني واسهاماتها في المشهد القصصي الأردني والعربي، حضر الندوة النقدية جمع من المثقفين والمهتمين.
وبدأ الندوة د. القواسمة عبر ورقة بعنوان «الاستحالية في قصص.. قهوة رديئة» لشنب، قال فيها: إن الاستحالية مصطلح سردي أعني به الإفراط في الخيال إلى حد لا يقبله العقل. وهي تضمن معنى التغير الذي لا يخضع لمنطق أو قانون، كما تتضمن معنى التحول الذي تؤول إليه الأحداث أو الشخوص أو الأشياء في السرد حيث تغدو في أشكال لم تكن عليها من قبل، إنها تعني عدم إمكانية وجود الشيء، أو حدوث الفعل على أرض الواقع. في مجموعة «قهوة رديئة»، لجمعة شنب نعاين الاستحالية في عدة قصص هي:» زحف»، «حمار»، «ألسنة»، «بالونات» ، «كلاب»، «خمر»، من النهاية هكذا نرى أن مجموعة «قهوة رديئة»، للقاص جمعة شنب تقوم بعض قصصها على استخدام الاستحالية التي تنبني على الأحداث التي لا يمكن وقوعها على الأرض، مثل تلذذ الناس بشرب الكلور باليانسون بدلا من الماء، وخروج الناس من قبورهم والزحف إلى المدينة، وتحول الإنسان حيواناً، وتغير طبيعة الأشياء وصفاتها.
وأضاف د. القواسمة: لقد جاءت هذه الاستحالية في قصص «قهوة مرة» لا لتدفع القارئ إلى أن يعيش في أجواء استيهامية إغرائية بل كان الغرض منها واضحاً، وهو التعبير بجرأه، ومرارة، وقسوة احياناً عما في الواقع من رداءة، تلك الرداءة التي تتسلل من العنوان إلى قصص المجموعة كلها. وقد تحقق للقاص جمعة شنب هذا الهدف من خلال لغة اختزالية محايدة، غير انطباعية. إنها لغة تتجاوب مع الواقع الاستحالي الذي تحمله، والواقع الخارجي الذي تعبر عنه، وهو واقع بائس تضيق فيه سبل الخلاص والنجاة أمام كل من يحاول الخروج عليه.
وقدم د. أبو لبن قراءة في قصص: «بنت الحرام»، للقاص جمعة شنب، مبينا أن مجموعة جمعة شنب القصصية «بنت الحرام»، تنطوي على ست وخمسين قصة قصيرة، وكل قصة تحمل عنوانا من كلمة أو كلمتين، وهي أشبه بشفرات النص للدخول إلى متن النص الحكائي، وما أن تنفك مغاليق العناوين ببساطتها حتى يجد القارئ نفسه أمام شخصيات تتحرك في واقع قريب منه أو من حدث يومي مختزل بلغة شاعرية رقيقة دون تعقيد أو تقييد للغة، مشيرا أن القاص يقدم للقارئ مخزونا من التجارب الحياتية الإنسانية، في تفاصيل دقيقة تشحذ ذهنية القارئ نحو فائض من الأسئلة التي لا تقدم إجابات جاهزة، فلقصص المجموعة مذاق مختلف عما ألفه المتلقي، فهو كشف وغوص في الوقت نفسه، متجسدا عبثية الحياة، وتناقضات الواقع، عبر ذات مغتربة داخل بنى اجتماعية متعددة، وفي أنساق لغوية تصويرية نابضة بالحياة، فهو عالم مشحون بالحزن والألم والحلم، يكشف عن علاقات إنسانية مأزومة، بل يكشف عن أزمات نفسية تصاحب كل شخصية من شخصيات المجموعة القصصية، ومن عنوان المجموعة (بنت الحرام)، إلى أخر قصة (ليلة خميس). ورأى د. أبو لبن أن القاص يقترب أكثر من الواقعية ببساطتها، في تفاصيل الحياة اليومية، التي تدين شخوصها، عندما تدخل تلك الشخوص في صدام مع نفسها ومع الأخرين، وهناك تبرز الجدية أكثر من عبثية الحياة، وإن كانت السوداوية تطغى على المشاهد كلها، كما رأيناها في باقي القصص، لافتا النظر إلى هذه المجموعة تمثّل خطّ امتداد قصصي عبر مجموعات جمعة شنب القصصية: للأرض جاذبية أخرى عام 1980، الرسالة الأخيرة عام 1982، موت ملاك صغير عام 1984، قهوة رديئة عام 2015، فهي تنحو إلى اختزال الجملة في لغة مكثفة، بما تنطوي عليه من لحظة الإدهاش، والمفاجئة أو المفارقة.
وفي نهاية الندوة قرأ المحتفى به القاص شنب اكثر من قصة من مجموعتيه «قهوة رديئة»و»بنت الحرام»، قصص حازت على إعجاب الحضور وتفاعلهم مع أجواء القصص ومضامينها الإنسانية المستقاة من الواقع