09-12-2017 09:58 AM
بقلم : غسان محمود صالح عواد
منذ زمن صرح هيربرت سبنسر عضو الكونغرس الأمريكي أن اليهود في بلادنا باتوا يسيطرون على كل ما يسيطر على المعدة والعقل والغرائز ولم يعد باقيا لدينا في هذا البلد إلا أن نغير اسم نيويورك الى جويورك .
وهذا بالطبع ما يفسر الطريقة التي أعلن بها ترامب القدس عاصمة لدولة إسرائيل ، دون الالتفات إلى كافة الاعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن .
لا تقتصر الخطورة في اعلان القدس عاصمة اسرائيل فقط ، وانما في النهج والأسلوب الذي اتبعه ترامب باعتماد طريقة فرض الاملاءات معلنا بذلك بدء عصر جديد من السياسة الأمريكية الموجهة من الصهيونية العالمية لتحقيق أهدافها ومصالحها والتي سعت إلى تحقيقها عبر سنوات طوال عبر تحكمها بمراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي عالميا ، والتي عملت من خلاله على تفكيك وتمزيق الوطن العربي وتحويله إلى دول مشرذمه لا تملك من أمرها شئ .
وهذا ما عبر عنه منذ زمن بعيد بن غوريون عندما قال إن قوتنا ليست في سلاحنا النووي ، قوتنا تكمن في تفتيت ثلاث دول كبيره حولنا (العراق،سوريا ومصر) الى دويلات متناحره على أسس دينيه وطائفيه ، ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر .
فهذا الاعلان يأتي نتيجة حتمية لما آلت إليه الامه العربية بعد أن تم كسر جناحيها ( العراق وسوريا ) وتنحية مصر قلب الامه وانشغالها بمشاكلها الداخلية وهو مقدمة لشرق أوسط جديد رسمت تضاريسه الصهيونية العالمية وفق مخططاتها ومصالحها ...والقادم اعظم.