09-12-2017 10:08 AM
بقلم : د.عبدالناصر العكايله
منذ عشر سنوات او اكثر ونحن في وضع لانحسد عليه اقتصاديا ومعيشيا واجتماعيا، فقد نشب الفقر بانيابه كل ماتطاله يده، وتفشت الجريمة بكافة اشكالها ولم يسلم منها أي قطاع، وقدمت البطالة نفسها على طبق من فضة لكل شاب او فتاة في المجتمع، فاصبحت هذه الاقانيم الثلاثة تشكل مثلثا مختلف الاضلاع مساحته واحدة وهي امتداد الوطن الواسع الكبير، حيث ضغطت هذه الاضلاع على اضلاع المواطنين بشكل مؤذي ومؤلم لدرجة كتم الانفاس والبحث عن مصدر للتنفس والحياة.
قد يصبر المواطن على أي نوع من مكملات الحياة التي تختلف باختلاف الشخوص والاماكن والاحداث والازمنة، لكن المواطن لن يصبر على الجوع الا لزمن قصير وقصير جدا في عمر الدول، ولعل ابرز مايدفعنا لمنادة الحكومة باعلى الصوت وامتداده هو الخشية من ان هناك ماتحت الرماد لاقدر الله، فالجوع كافر والعوز مذَل، والبطالة ثم البطالة ثم البطالة هي اخطر مافي الوقت الحالي، فهي الحاضنة الرسمية والشعبية لكافة اشكال الانحراف والتطرف وازدواج الانتماء وتآكل الوطنية.
ياحكومتنا الرشيدة: نعرف انكم تبذلون الجهد لتيسير الامور وتمشية الوضع، ولكن الاخطر والاهم من الميزانية وعجزها والتفكير في سده هو هامشي امام الالاف المؤلفة من جيش المتعطلين والعاطلين عن العمل والتنمية، فلم تضعوا كما لم تضع أي حكومة قبلكم أية خطة حقيقة او وطنية تعالج هذا الخطر المتنامي والذي يكبر ككرة الثلج يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وعاما بعد عام، ويكبر معه كل جوانب واشكال الجريمة والتطرف والفكر الضلالي الذي يجد هذا الجيش منم هؤلاء العاطلين لقمة سائغة وعجينة من السهل تشكيلها واعادة صياغتها باي وجه او طريقة تخدم فكرهم او مخططاتهم، وفي ظل العوز والفقر يتحالف الانسان مع أي كان في سبيل استمراية حياته وحياة اهله وابناءه.
ياحكومتنا الرشيدة، ياسامعة الصوت: لن نعيد ونكرر مايقوله الجميع من قدسية رغيف الخبر وحصانة موقعه، الا ان الاهم هو الانتباه الى الثالوث الخطر الذي ذكرنا والذي يلعب في تشكيل اضلاعة وطولها وقصرها ضلع البطالة والمتعطلين، فالخطر الخارجي دحرته بامتياز اجهزة امنية كفؤة، ويبقى الخطر الاهم والاعتى هو الخطر الداخلي الذي نخاف من وصول قيادة الشعب له، ووقوده هو هؤلاء العاطلين والمتعطلين، وحينها لاينفع أي تفكير او حل او استشارة.
حكومتنا الرشيدة: بما انكم قبلتم تحمل المسوؤلية لادارة دفة الوطن نيابة عن قائد الوطن، فلتكونوا على مستوى هذه المسوؤلية، والعاقل من اتعظ بغيره وليس الجوار حولنا ببعيد، ولاتراهنوا ابدا ابدا على ان الامن والامان هو كفيل بدرء أي تهديد داخلي، والارقام الحالية لتفشي الجريمة وانتشار الفوضى هي اقل مما تعرفونه ويعرف المجتمع ولكم ان تسألوا وتجيبوا على هذا السؤال الكبير ما اسبابه ودوافعة وحجمه وماطرق حله، فالى متى تبقون حكومة تيسير اعمال ... ونصيحتنا ان تتقوا الله في انفسكم ووطنكم والا فلتتركوا موقعكم لغيركم.