حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24781

حقوق المرأة بين المنظور العربي والغربي

حقوق المرأة بين المنظور العربي والغربي

حقوق المرأة بين المنظور العربي والغربي

11-02-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

كثيرا هذه الأيام ما نسمع عن مواضيع حقوق المرأة وحريتها ومساواتها مع الرجل حيث يعمل الغرب حاليا على تشويه صورة المرأة المسلمة ويظهرها وكأنها مسلوبة الحقوق مكسورة الجناح كما أنهم يسوقون ضد الاسلام بأنه فرق بين الرجل والمرأة والعلاقة بينهم في ظل هذا الدين الذي يقوم على الظلم والاستبداد محاولين تطبيق الاتفاقيات الدولية للمرأة وتعديل مفهوم النصوص الشرعية الثابتة كي تتوافق مع هذه الاتفاقيات المكتوبة بيدهم وتغيير ما جاء في الكتاب والسنة. من البديهي والمعروف بأن الإسلام ومنذ أكثر من 1400 سنة كان ولا زال سباقاً فى إعطاء الإنسان حقوقه كاملة بدون تفرقة بين الرجل والمرأة، فأهلية التملك ثابتة للجنين في بطن أمه ومنذ أن يولد يكون عضواً كاملاً في المجتمع ، يحتمل ويحمل يملك ويهب وَفْقَ قواعد معينة ، وإن كان صغيراً يتولى عنه وليه ذلك ، وستبقى كلمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدوية : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ " ، وستبقى القاعدة الفقهية قائمة : "الحُرُّ لا يقع تحت اليد"، فالإنسان له حق الحياة وحق الإرث وحق الاعتقاد وحق التملك وكثير من الحقوق. وفي الإسلام تحسنت وتعززت حقوق المرأة، وقد أعطى الإسلام المرأة حقوقها سواءً المادية كالإرث وحرية التجارة والتصرف بأموالها إلى جانب إعفائها من النفقة حتى ولو كانت غنية وأيضا حقوقها المعنوية الذي ضمنها لها حتى يومنا هذا ولا ننسي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين أكد في خطبة الوداع على حقوق المرأة وحث جميع المسلمين على ضمان تساوي المرأة بالرجل. فقد كرم الإسلام المرأة تكريما عظيما ، كرمها باعتبارها ( أُمّاً ) يجب برها وطاعتها والإحسان إليها ، وجعل رضاها من رضا الله تعالى ، وأخبر أن الجنة عند قدميها يا للعظمة ، وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد التأفف ، وجعل حقها أعظم من حق الوالد ، وأكد العناية بها في حال كبرها وضعفها وأن ينفق عليها إذا احتاجت إلى النفقة ، ما دام قادرا مستطيعا ، ولهذا لم يعرف عن أهل الإسلام طيلة قرون عديدة أن المرأة تُترك في دور العجزة ، أو يخرجها ابنها من البيت كما هو ساري بالغرب وكرم الإسلام المرأة كزوجةً ، فأوصى بها الأزواج خيرا ، وأمر بالإحسان في عشرتها ، وأخبر أن لها من الحق مثل ما للزوج إلا أنه يزيد عليها درجة ، لمسئوليته في الإنفاق والقيام على شئون الأسرة ، وبين أن خير المسلمين أفضلُهم تعاملا مع زوجته ، وحرم أخذ مالها بغير رضاها وكرم الإسلام المرأة أختا وعمة وخالة ، فأمر بصلة الرحم ، وحث على ذلك ، وحرم قطيعتها وقد تجتمع هذه الأوجه في المرأة الواحدة ، فتكون زوجة وبنتا وأما وأختا وعمة وخالة ، فينالها التكريم من هذه الأوجه مجتمعة فالمرأة في الاسلام لها حق التملك ، تبيع وتشتري ، وترث ، وتتصدق وتهب ، ولا يجوز لأحد أن يأخذ مالها بغير رضاها ، ولها حق الحياة الكريمة ، لا يُعتدى عليها ، ولا تُظلم . ولها حق التعليم وحق العمل ولكن عند الغرب ناهيك عن العصور القديمة عند الاغريق والفرس واليهود وغيرهم وما كان عليها من مهانة كاملة للمرأة اذ اعتبروها نجسة تارة وجسد انسانة وروح حيوانية تارة أخرى وقد شرعوا بيعها والتجارة بها حتى يومنا هذا وفي العصر الحديث أصبحت المرأة عند الغرب تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشرة لكي تبدأ في العمل لنيل لقمة العيش ، وإذا ما رغبت في البقاء في المنزل فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها وثمن طعامها وغسيل ملابسها كما أنها تتداول في الأسواق كالسلعة تعلق على نوافذ المحلات حيث يراها الزبون فهي عنصرا من عناصر الترويح والترويج عندهم. واذا تزوجت فمطلوب منها أن تشارك زوجها نفقات المنزل كما يشارك الزوج وربما زيادة عن الرجل كرعاية الأطفال أيضا فالمرأة عند الغرب هي عبارة عن زيف مصقول على الشاشات أو مسحوقات تحت وطأة العمل المنهك، وسوط الرجل الذي لا يرحم ناهيك أيضا عن انتشار العنف والاضطهاد الأسري المنتشر بطريقة واسعة جدا وهذا ما يخلق جوا من الأرق لدى الأطفال الذين شاهدوا عنف آبائهم فهم معرضون مائة ضعف ليكونوا معتدين على زوجاتهم في المستقبل فيا من تنادون بتحرير المرأة على الطريقة الغربية اتقوا الله فكثيرا ما نسمع من نسائنا بأن الرجل العربي هو انسان تسلطي أقول لهن يا من تجهلون واقع الرجال الغربيين والحياة الغربية واستعبادهم لنسائهم انظري الى أباك الذي أحاطك بحنانه وطيبته محاولا تقطيع أوصال من لحمه لاطعامك والحفاظ عليك أنظري الى زوجك الذي وهب حياته لك ولأولادك حتى مماته لتأمين كل ما يلزمكم للعيش الكريم أنظري الى أخاك الذي يحميك بروحه ويغمرك بعطفه وحنانه أنظري الى ابنك الذي لا يريد في هذه الدنيا غير رضاك عليه فهذا واقع الرجل العربي الذي تزعمون بأنه متسلط. وصدق المثل القائل ( اللي يده في المي مش مثل اللي يده في النار ). أتريدون تجربة حياة النساء الغربيات البائسات لتكتشفن بأنكن بألف نعمة ونعمة. فلا ننتظر أمريكا أو الغرب لتعليمنا حقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجل الذي ضمنه لنا ديننا منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة. ولا ننتظر منهم بنبذ المرأة المسلمة بحجابها والتسويق باباحة التجارة بجسد المرأة والحمد لله لدينا من النساء المسلمات المحافظات على دينهن وبيتهن وحشمتهن منهن نساء أعمال ناجحات وسياسيات واقتصاديات وعالمات وضمن أصول يعرفنها أكثر من الغرب. ومن خلال اقامتي الطويلة في أوروبا رأيت وبأم عيني كيف تعامل المرأة هناك وكم هن يحسدن النساء الشرقيات على عيشتهن. والله الموفق  








طباعة
  • المشاهدات: 24781
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-02-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم