23-12-2017 10:03 AM
بقلم : المهندس خلدون عتمه
السماء ترعى ميثاق الهاشميين مع القدس منذ ان أُسري بالنبي محمد من مكة الى بيت المقدس ، ومازال الطهر الهاشمي عبر كل الاجيال يرتبط بثالث اطهر بُقعة على وجه البسيطة ، ولانهم سادة وقادة العرب ينبري كل زعيم فيهم الى إيلاء بيت المقدس الرعاية والعناية والحماية التي تليق بشرف المكان وقدسيته . والحديث عن دور الهاشميين في القدس لا حصر له ولا عد ، ولا يمكن لجيل من اجيال الامة الا ويعترف بهذا الدور الطليعي والاستثنائي الذي يؤدى تجاه المدينة المقدسة من قبل آل البيت دون إظهار منهم لمنّة او إعلان لكرم على المدينة وأهلها . والنجيع الهاشمي على عتبات بيت المقدس وأسوارها عبر التاريخ يدلل على طُهر التضحية وطهارة الإباء الهاشمي في الحفاظ على مدينة العرب والمسلمين والدفاع عنها .
فمنذ أن خرج نجيع عبدالله الأول عتبات الأقصى إلى أن سال دم عبدالله الثاني تبرعا لجرحى الأقصى والهاشميون ومن حولهم الاردنيون يبذلون ويقدمون لأبناء ألامه وأبناء فلسطين الجهد الأقصى
هذا حال الهاشميون وهذا سبيلهم يآثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصا وياثرون على وطنهم ولو أصابهم فاقا كاس الماء ما شربه الأردنيون لوحدهم قط بل تقاسموه مع أبناء الأمة بنفس ارتوه بالإيثار وما دنت أبدا نحو الاستئثار ولا نقول ذلك اضهارا لمنه أو ادعاء كرم لان واجبنا اتجاه الأمة مرتبط بالسماء نبتغى مرضاة الله سبحانه وتعالى
والمواقف الكريمة والأصيلة والشريفة لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظ الله عُمره ومُلكه اتجاه المقدسات الإسلامية هي امتداد للنبع الهاشمي العذب المتدفق عليها حتى لاتظمأ القدس يوما وأهلها ، وما زال العطاء الهاشمي الذي يمثله الملك الانسان بشجاعة واقدام يضيئ جنبات القدس والمتمثل بالدفاع عنها وعن قدسيتها وبالحفاظ على هويتها ومساندة لصمود وثبات أشقائنا الفلسطينيين في وجه الاحتلال . وفي اطار دعم القضية الفلسطينية تبقى القدس حاضرة في وجدان وذاكرة الملك اينما حل وارتحل يدافح عن مقدساتها الاسلامية والمسيحية ببذل كل جهد سياسي ودبلوماسي وقانوني وفي مختلف المحافل الأممية في سبيل عروبتها وحمايتها من الاعتداءات الاسرائيلية ، ليستمر النهر الهاشمي متدفق نحو القدس واعمارها ليشمل أعمال الترميم والصيانة للمساجد والساحات والعتبات والاسوار والمدارس في حضرة الحرم القدسي فضلا عن تامين كل دعم يحتاجه الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر عبر قوافل الهيئة الخيرية الهاشمية والمستشفيات العسكرية الميدانية باشراف القوات المسلحة الاردنية التي اسهمت في علاج الاف المرضى والمصابين وتخفيف آلامهم . وفي هذا المقام يحضرني قول الشاعر "القدس اقرب من حبل الوريد عندهم ، وأهلها أهلهم ما جادت الديم" .
سيدي صاحب الجلاله
لن نتخلى عنك تالله ولا عن جميل تعبك المصفوف في مداخلنا كزينة الكواكب انجازات تتقاطر الينا طائعتا ببركة يديك
سير يا سيدي الى الفخار فعيون المولى ترعاك ونحن من خلفك ماضون إلى العلياء رعاك الله يا سيدي وحمى الله هذا الوطن تحت ظل قيادتكم الحكيمه والقيادة الهاشمية.