23-12-2017 10:05 AM
بقلم : د. نزار شموط
سعدت بالاستماع لمحاضرة توعوية مثرية عن المخدرات لطلبة الجامعة الهاشمية , قدمها بأسلوب شيق احد ضباط مكافحة المخدرات , هؤلاء الرجال الذين يعملون بصمت وبأخلاص لمكافحة آفة المخدرات , سواء بمنع تهريبها للداخل او ترويجها او تعاطيها , ويطبقون الجوانب الوقائية والنمائية والعلاجية لهذه الغاية . ويصلون الليل بالنهار للحد من تفشي هذه الآفة بين ابنائنا وتخليص وطننا من هذا السرطان الذي لا يقل فتكاً عن السرطان الحقيقي . اشتملت المحاضرة على عدة محاور منها التعريف بأنواع المخدرات واشكالها والوانها ومكوناتها واضرارها على الجسم والنفس والمجتمع .
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام كل هذا الجهد الوطني المميز لمحاربة آفة المخدرات لماذا لا ينسحب على محاربة الخمور وتفشي تعاطيها بين شبابنا , وما الحكمة من اباحة بيعها في محلات الخمور المنتشرة بشوارعنا ؟ اليست الخمور من السموم التي لا تقل فتكاً بالفرد عن المخدرات وتودي بشبابنا الى مهاوي الردى .
لقد بات شراء شبابنا للخمور من الحانات مشهداً عادياً نراه خلال مرورنا في شوارعنا دون اي اكتراث ونشاهد شبابنا يخرجون من هذه المحال الرديئه ويحملون بايديهم في اكياس سوداء عبوات السم , ولا يحرك بنا هذا الامر الجلل ساكناً , فلم يعد يخلو شارع من شوارعنا من وجود محل للخمور او اكثر , وهي مشروبات محرمه دينياً وخلقياً , وحتى قانونياً في اباحة تعاطيها , ناهيك عن اضرارها الصحية , والتي اجمعت الدراسات على انها سبب لكثير من الامراض العضويه , والنفسية , وتؤدي بمتعاطيها والمدمن عليها خسارة صحته ونفسه وتودي به الى الانحراف والجريمة والنبذ من المجتمع , كما انها محرمة في جميع الديانات السماويه .
يقول رب العزه في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ) , كما أن الكتاب المقدس ينهى عن السكر فيقول: "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة ،بل امتلئوا بالروح" (أفسس 18:5) .
اذن ما الحكمة من بيع سلعة يحرمها الدين ويرفضها المجتمع وتؤدي بمعاقرها الى الهاويه ؟
فالجريمه والعنف انتشر وتفشى في مجتمعاتنا , والدراسات اكدت ان غالبية من يرتكب الجرائم والجنح يعاقر الخمر والمخدرات , فنحن نتيح وبكل اريحيه لشبابنا الحصول على الخمور من محلات تملىء شوارعنا وبدون رقيب . فما الحكمة من انتشارها اذاً ؟
بالله عليكم اريد مبرراً واحداً يّصُوغ لحكومتنا السماح بفتح محلات بيع الخمور , لتصبح في متناول ايدي ابنائنا , والانكى والأمر يسمونها محلات مشروبات روحيه , ربما لانها تجرد الفرد من روحه وعقله واحساسه فالخمر طريق للمخدرات والعكس صحيح فكلاهما شر وآفة يجب اجتثاثها من مجتمعاتنا .
وكلنا امل بحكومتنا ان تصدر قانوناً يحرم و ويجّرم بيع وتعاطي وترويج الخمور كما نحارب المخدرات , ونسأل الله ان يتوسع نطاق صلاحيات دائرة المخدرات , لتصبح دائرة مكافحة المخدرات والمسكرات . والشكر موصول لدائرة مكافحة المخدرات للجهد الكبير الذي تبذلة بكافة قطاعاتها للحد من هذه الآفة .