23-12-2017 10:13 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
لا شكّ ان ديانات التوحيد الثلاث توحِّد ربّا واحدا في السماء وارسل الله مائة الف من الأنبياء وثلاثمائة وخمس عشرة من الرسل للأرض ذُكر منهم خمسة وعشرون في القرآن الكريم ليوصلوا رسالة التوحيد لكافّة البشر وكان آخر الرسل هو سيِّدنا محمّد ابن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام ورسالته كانت القرآن الكريم بالرغم من انّ بعضا ممّن يدّعون الإسلام هم ابعد ما يكون عن قيمه واخلاقه , وبعض الرسل كانوا للمسيحيّن وكان رسول الله رسول المحبّة والسلام سيِّدنا عيسى عليه السلام وكتابه السماوي الإنجيل وحوله الحواريّون من نشروا المحبّة والتسامح بين الناس , ومعظم الرسل والأنبياء كانوا لليهود اللذين قتلوا المئات من الأنبياء وكان النبي موسى عليه السلام وكتابه السماوي التوراة وما زال بعض ممّن يدّعون اليهوديّة وخاصّة المتصهينون منهم يخلقون شرورا وفتنا ودمارا على امتداد العالم .
وهناك شيئ موحّد مشترك دعت اليه جميع الأديان السماويّة حيث ان مصدرها من السماء وهو ان ربُّ الناس واحد وهو الأحد الذي لا يلد ولا يولد وليس له شبيه ولا كفؤ احد اي ان لا شرك بالله لكافّة المؤمنين به مهما كانت ديانتهم ,وبالرغم من أنّ مهنة معظم الأنبياء إن لم يكن جلّهم رعاة أغنام فإنهم إتّصفوا بالخلق والتقوى وحب الله والعبادة والخير للناس اجمعين وجميع المعجزات لكافّة الأنبياء تدلُّ على ذلك .
واما الأشرار فالمقصود بهم الساسة الذين يتحكمون بمصائر الناس وارزاقهم والذين يتصف الكثيرون منهم والعياذ بالله بعدم إتباع ما ورد في الأديان الثلاثة من حب للخير والحض على المحبّة بين الناس والتسامح والعمل على تمتين اواصر المعرفة والتقارب بين الناس على اختلاف دياناتهم واعراقهم وقومياتهم ومذاهبهم لتعزيز وتمتين عوامل اللقاء والتقارب بينهم وتضييق نقاط الخلاف حيث توجد للقضاء على تلك الخلافات بدل ان يعملوا على توسيعها بإثارة الفتن والمؤامرات وإشعال الحروب واستخدام السلاح ابشع استخدام ومن ابشع السياسيّين هم الصهاينة الذين يكرِّسون افكارهم ومخططاطهم الجهنّمية لتأجيج الصراعات وبيع الضمائر وتشغيل الخونة والمتآمرين لإحتلال دول وتهجير مواطنين من اراضيهم واستخدام كافة ادوات المال والإعلام والجنس والخداع والكذب للإيقاع بين الشعوب المختلفة وبين الناس في الوطن الواحد بل وبين افراد الأسرة الواحدة .
والصهاينة هم افضل من يتقن صناعة الكراهية والإرهاب في هذا الكون ومن اجل ذلك اعتمدوا على عدّة إعتبارات اهمها
أوّلا عدم الإهتمام برضى او زعل أيَّ كان ,وثانيا عدم التأثُّر بموت أو إقصاء أو إهمال او خسارة او ربح أيِّ كان وثالثها تحقيق الهدف مهما كانت التكلفة والجهد ,ورابعها ان لا تتعارض الخطوات التنقيذية بشكل اساسي مع المخططات الإسرائيليّة ومع الماسونيّة العالميّة وبشكل ثانوي ما امكن مع الدول الصناعيّة الكبرى ,وخامسها ان الرجل والمرأة متساوون في الأهداف والنتائج ,وسادسها انه لا مجال للحزن والدموع واليأس والمستحيل , وسابعها ان يكون التخطيط والتنفيذ بكتمان تام حتى تحقيق الهدف , وغير ذلك من إعتبارات تعتمدها الصهيونية والتي بسببها تحقق الصهيونيّة النجاح تلو النجاح في تحقيق مخطّطاتها , وكان باكورة مشاريعها تهجير اليهود في الدول الأوروبيّة بعد الحرب العالميّة الثانية وإنشاء الوطن القومي لليهود على ارض فلسطين وتأسيس دولة إسرائيل والتي ما زالت تحت الإنجاز , كما تعمل الصهيونيّة في اماكن مختلفة من العالم وقد يكون من اهم برامج الصهيونيّة تعطيل المساعي المختلفة للتقارب بين الديانة المسيحيّة والإسلام من خلال تعطيل الفعاليات التي تتم كالحوار بين الحضارات ومؤتمرات حوار الأديان كما تعمل الصهيونيّة على تأجيج الخلافات بين السنّة والشيعة في العالم الإسلامي وكذلك تحفيز الأقليات الدينيّة والعرقية وتشجيعها للإنفصال عن اوطانها مثل كردستان وكتالونيا وغيرها وكذلك تعمل على إلغاء معاهدات عالميّة قد تعود بالفائدة على العالم بأكمله ومنها إتفاقيّة الدولتين في الشرق الأوسط والإتفاق النووي بين إيران والدول الست وكذلك اتفاقية باريس للتغيُّر المناخي وغيرها وتعمل الصهيونية على تأجيج سبل الحروب والخلافات كما هي في اليمن والخليج والسودان وجنوبه وامريكا اللاتينيّة وتعمل على دعم وتنظيم والتخطيط وجمع التمويل اللازم للمنظمات الإرهابيّة.
وبالرغم من قوة الأديان الموحِّدة وتفوقِها من حيث عدد اتباعها التي تزيد عن ثلثي عدد سكان العالم إلاّ ان قوّة دهاء المنظمات المتطرِّفة كالصهيونية والماسونية وغيرها وسيطرتها على المال والإعلام والجنس وفن الخداع والإغراء يجعلها قادرة على نشر الفساد وتسهيل بيع صفقات السلاح وتسهيل إقتراض الدول من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهما من البنوك والصناديق التمويليّة ممّا يزيد من عدد الدول المديونة وزيادة مديونيّة الدول المقترضة , وكذلك فإنّ قدرة تلك المنظمات على السيطرة واحتواء معظم زعماء العالم الثالث وتسخيرهم لتنفيذ المخططات للمنظمات المتطرِّفة سواء بعلم زعماء تلك الدول ام بجهلهم وفي كلتا الحالتين سواء بسواء وآخر مثال عملي هو تصويت مجلس الهيمنة الدولي البعيد عن نشر الأمن في العالم التصويت على مقترح مصري لتراجع ترمب امريكا عن قرار إعتماد القدس عاصمة ابدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس حيث صوتت 14 دولة من 15 بنعم إلاّ امريكا الصهيونيّة استخدمت حق النقض للقرار علما بان اربع دول دائمة العضوية مع القرار وهي بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وهكذا هي الصهيونيّة متلبِّسة برداء الإدارة الأمريكيّة تواجه العالم اجمع .
لذلك فإنّ شرور هؤلاء الرعيان اللذين يتحكّمون بالعالم وارواح الناس اقوى من اتباع الديانات الموحِّدة واخلاقهم وطيب تعاملهم .
ومن المستحيل على العالم العربي ان يقف على رجليه ويأخذ مكانه الصحيح دون ان يوحِد مواقفه ويراعي مصالحه اولا ومصلحته الأولى ان يقضي على الفاسدين والمستعربين الذين يسلبون ثرواته وخيراته ويسبِّبون له المآسي والفقر والجوع والمديونيّة .
ربِّ احفظ هذا البلد آمنا مطمئنّا ارضا وشعبا وقيادة وارزقه كل خير ومحبّة وكل عام واهله جميعا بخير باعياد الميلاد المجيدة وجنِّبه شرور الأشرار .
ambanr@hotmail.com