23-12-2017 10:15 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
في أمسية جمعتني بأديب الأردن وحامل مشاعل المعرفة الثقافية لكل الوطن الأستاذ نايف النوايسة الذي ساق في تفاصيل السرد المعرفي للثقافة الأردنية ما دفعنا لأن نساعد في توضيح رسالتهم الوطنية الشاهدة على المنجز الذي يراه كثير من مثقفي الوطن بأنه بأيدي أمنية وقادره على إيصال التراث الى أوسع أبواب المعرفة والحفظ لمكونة التاريخي بهذا الوطن .
فما هو المكنز الثقافي ؟ انه جمع المفردات التراثية وتعريف كل مفردة بمفهومها وقيمها الحضارية وهذا الجهد يحتاج ثلة قادرة على الاتصال بالباحثين عن شؤون التراث في كل ارجاء المملكة كما فعلت هذه اللجنة بالإضافة الى انه يتطلب التركيز على اهمية التنوع الثقافي والتي بالتأكيد ستؤدي الى خدمة الحركة الثقافية الأردنية من حيث ايجاد مساحة خصبة للدراسات اللغوية والديموغرافية بجانب رصدها الى كل التطورات التي أصابت منظومة التراث الأردني .
يقول الأديب نايف النوايسة في سياق هذا المشروع الوطني الكبير بانه تم جمع ما يقارب80 ألف مفرده شملت خمسة عناوين رئيسية هي ( المعتقدات والعادات والتقاليد وفنون الأداء والأدب الشعبي والمعارف ) حيث شملت هذه كل ما يتعلق بها من امور الكون والحياة وفق تصنيفات موثقة لدي التراثيين والمؤسسات المعنية بشؤون التراث .
أن المتابع لهذا الجهد يدرك حجم التحديات التي دفعت هذه النخبة في تكوين صوره معرفية عن مكوننا الثقافي بجانب السرد الثقافي لكل المفردات التي جعلتهم يجوبون الوطن شمالاً وجنوب شرقاً وغرب لتحضير عملاً يرتقي ومفاهيم التراث .
أعرف مثقفنا وأديبنا القريب من الوجدان الوطني في كل ما قدم ويقدم ولا زال يمتعنا بسفره في رحاب الوطن ليقول كلمة ويجمع شتات حروف ومصطلحات يخشى ان لا تجد من يحفظها ويقيس زمنها التاريخي وارثها المكاني .
بالختام جهد في قمة البناء المعرفي يوصلنا الى أن المكنز هو حلقة الوصل بين المكشف والباحث وهو الذي يوفر أقصى درجه في كفاءة التخزين والاسترجاع , بمعنى انه وسيلة ضبط للمصطلحات بحيث تكون متصلة مع بعضها البعض لتكون دليلاً بأحد حقول المعرفة .
يمد على دربة أديبنا في درب الحضارات الذي ساق في رحلة البحث الطويلة اسلوب يوصل القريب ويدني البعيد وهاجسنا في كل ما يشير وصحبه ان نعيش حالة التراث كما هي بلا رتوش وألوان زائفه وبلا معاني خالية من الهدف بل معه نشعر أن المكنز بأيدي أمينه