24-12-2017 02:59 PM
سرايا - اربد- يوسف قطيش - أصبحت تعج بهم شوارع المدينة وحدائقها العامة ومساحاتها الخضراء، وأصبح المشردون، جزء لا يتجزأ من معالم هذه المدنية، التي سرق منهم الزمن الشيء الكثير، والتي تحكي وبمرارة بؤس أناس حرمتهم الأقدار حضن العائلة، فهمشهم المجتمع ولم يجدوا، غير بؤس الشارع، الذي قسم ظهورهم وأذاقهم الويلات، في شتاء بارد وممطر لا يرحم الضعفاء ولا يعترف بمن لا يتوفر على أربعة جدران تقيه سموم البرد وسيول المطر.
يمر الناس عليهم، في الصباح الباكر وكل مساء مشاة أو في سياراتهم، يتأملونهم من النوافذ والبرد القارس، يلسع الأجساد حتى وإن كانت محنطة بألبسة الصوف والقطن، فما بالك بمن لا يفترشون إلا الأرض ولا يلتحفون إلا السماء ولا يلبسون إلا الرث من الملابس، تركوا شعر رأسهم ولحاهم تنموا على هواها، دونما أي اهتمام ورغم هذه الصور المأساوية، التي تترك أثرا كبير في أقسى القلوب، إلا أن هذا المشهد أصبح مألوفا في شوارع مدينة اربد ، فالكثير لم يعد يبالي، بما حل بهؤلاء الذين حرمتهم الأقدار من دفء الأسرة، فلم يجدوا غير الشارع، يحتضنهم بكل ما يحمله من آفات تنتحر على عتبتها كل حقوق الإنسان وعلى رأسها العيش الكريم.
عنوانهم الشارع ومساكنهم الحدائق العامة والشوارع
تهاطلت الأمطار بغزارة هل يمكن لأحد، أن يفكر في حال من يأوي هؤلاء المشردين وينتشلهم من الشارع، كيف حال ألبستهم ألتي لا تقيهم البرد، هل سينامون أم سيمضون ليلهم يبحثون عن مكان يحتمون فيه من الأمطار؟، هل القطع الكارتونية، التي ينامون عليها ستقاوم المياه وهل سيبلل الرصيف أفرشتهم الرثة؟ فحتى فيالبيوت وبوجود المدافىء نشعر بالبرد وهم تراهم كيف يقاومون ؟ أسئلة كثيرة نطرحها، لأنه قلة من يفكرون في هؤلاء، فالحقيقة التي لا ينكرها أحد، أنه في مدينة اربد لا أهمية لهؤلاء البؤساء .