25-12-2017 02:29 PM
بقلم : زين منذر الحلواني
رغم الضغوط والترهيب الذي مارسته واشنطن قبل التصويت في الجمعية العامة، فإن القرار قد تم تمريره بأغلبية 128 صوتا لصالح رفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، يعد انتصارا ساحقا للدبلوماسية العربية.
وأثار قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن القدس موجة إدانات دولية واحتجاجات حاشدة في منطقة الشرق الأوسط وأماكن أخرى في العالم.
والذي أطلق علينا من الآلام والأحزان أفواجا، ما نكأ جرحا غائرا في القلوب، واستدعى ذكريات الحق المسلوب.
وبعد ان استخدمت الولايات المتحدة حقها في استخدام الفيتو في مجلس الامن، تبنت تركيا واليمن مشروع للتصويت على مشروع القرار المصري بوقف أثار قرار ترمب بشأن القدس، تم الاعلان عن عقد اجتماع طارئ في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
على أرض الواقع ليس هناك أي تغيير فالقدس محتلة منذ عام ١٩٦٧ ويسيطر عليها الكيان الصهيوني سيطرة كاملة، وقد غير معالمها التاريخية وغير جغرافيتها حتى أسماء الشوارع والمدارس والكروم، وأنشأ فيها الكثير الكثير من الوحدات الاستيطانية لتغيير التركيبة السكانية فيها، كما وهجر أهلها منها.
ومنعهم حتى من الصلاة في باحات وأروقة المسجد الأقصى، وحفر أرضها أنفاقا باحثا عن أي شيئ يثبت أي إرث تاريخي لليهود في أي حقبة تاريخية، ولكن دون جدوى، ومع ذلك احتفلوا منذ أيام بافتتاح كنيس في كهف تحت حائط البراق الذي دأبوا على تسميته حائط المبكى إمعانا منهم بطمث المعالم العربية والإسلامية منها، ولتثبيت رمزية دينية يهودية.
والنتيجة أن لا شيئ تغير على الأرض فالكيان الصهيوني مستمر في وجوده وغطرسته، ولكن الأرض التي كان الكيان الصهيوني يدق فيها الأسافين طيلة خمسين عاما الماضية ليثبتها، وجد أنها تهتز تحت أقدامه لا بفعل الدفاعات العربية والإسلامية، إنما بفعل ثبات القيم لدى المجتمع الدولي أكثر ما كان هو وأمريكا يتصورون انصياعها للقيم المادية البحتة وللتهديد.
الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لم يمنعهم التهديد والابتزاز من الوقوف في وجه أي محاولة لمخالفة قرارات الشرعية الدولية، التي تحظى بدعمها القضية الفلسطينية، ولا يمكن لأي قرارات صادرة عن أي جهة أن تغير من الواقع، وهو أن القدس أرض محتلة ينطبق عليها القانون الدولي، وليست عاصمة لإسرائيل.
هذا التصويت قسم المجتمع الدولي إلى قسمين واضحين والملتبس بينهما قليل، فالقسم الأول وقف مع الحق رافضا التهديد والبلطجة السياسية من رئيس أكبر دولة في العالم.
القرار الأممي يعد صفعة كبيرة على وجه الدبلوماسية الأمريكية المتعجرفة، لذلك يجب على العالم العربي والإسلامي استثمار هذه الصفعة ومواصلة الجهود الدبلوماسية من أجل الوصول إلى تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة دولة حرة مستقلة بعاصمة مستقلة، غير خاضعة لسلطات احتلال من دولة أخرى