30-12-2017 09:12 AM
سرايا - ذكرت وكالات أنباء إيرانية ووسائل تواصل اجتماعي أن متظاهرين هتفوا بشعارات مناهضة للحكومة في عدة مدن في أنحاء إيران اليوم الجمعة مع تحول احتجاجات على ارتفاع الأسعار إلى أكبر موجة من المظاهرات منذ تظاهر موالين للإصلاح في 2009.
وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن قوات الشرطة تدخلت اليوم الجمعة لتفريق احتجاجات مناهضة للحكومة في مدينة كرمانشاه بغرب إيران مضيفة أن الاحتجاجات انتقلت إلى طهران ومدن أخرى بعد يوم من احتجاجات مماثلة في شمال شرق البلاد.
ويعكس اندلاع الاضطرابات تنامي السخط بشأن ارتفاع الأسعار ومزاعم فساد ومخاوف بشأن مشاركة إيران الباهظة التكلفة في صراعات إقليمية مثل سوريا والعراق.
وقال مسؤول إن السلطات احتجزت بضعة محتجين في طهران وانتشرت تسجيلات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تواجدا أمنيا مكثفا في طهران وبعض المدن.
وتجمع نحو 300 متظاهر في كرمانشاه عقب ما وصفتها فارس بأنها “دعوة من معارضين للثورة” وهتفوا “أطلقوا سراح السجناء السياسيين” و”الحرية أو الموت” مشيرة إلى أنهم أتلفوا ممتلكات عامة. ولم تذكر الوكالة أي جماعات معارضة.
ووقعت الاحتجاجات في كرمانشاه، وهي المدينة الرئيسية بمنطقة شهدت زلزالا أودى بحياة أكثر من 600 شخص في نوفمبر تشرين الثاني، بعد يوم من احتشاد مئات في مشهد ثاني كبرى مدن إيران للاحتجاج على ارتفاع الأسعار ورددوا خلالها شعارات مناوئة للحكومة.
وانتشرت تسجيلات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر متظاهرين يصرخون قائلين “الناس تتسول ورجال الدين يتصرفون كآلهة”.
وقالت وكالة فارس للأنباء إن هناك احتجاجات في مدن ساري ورشت في الشمال وفي قزوين غربي طهران وفي قم جنوبي العاصمة وأيضا في همدان في غرب البلاد. وأضافت أن الكثير من المحتجين الذين أرادوا رفع مطالب اقتصادية فقط غادروا التجمعات بعد أن هتف متظاهرون بشعارات سياسية.
وقال التلفزيون الرسمي إن تجمعات سنوية في أنحاء البلاد وفاعليات ستقام غدا السبت لإحياء ذكرى مظاهرات موالية للحكومة في 2009 مقابلة لاحتجاجات نظمها إصلاحيون حينها.
وقالت وكالة العمال الإيرانية إن محسن حمداني نائب رئيس شرطة منطقة طهران قال إن نحو 50 شخصا تجمعوا في ميدان بطهران وإن معظمهم تركوا المكان بناء على طلب الشرطة مضيفا أن السلطات احتجزت “مؤقتا” عددا قليلا رفضوا الطلب.
وفي مدينة أصفهان بوسط البلاد قال سكان إن محتجين انضموا لتجمع نظمه عمال مصنع يطالبون بأجور.
وقال الساكن بالهاتف “سرعان من تحولت الشعارات من الاقتصاد إلى تلك التي ضد (الرئيس حسن) روحاني والزعيم الأعلى (آية الله علي خامنئي)”.
وفي قم، وهي معقل لرجال الدين، أظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محتجين وهم ينتقدون خامنئي بالاسم وهتفوا “السيد علي عليه أن يشعر بالعار ويترك البلاد وشأنها”.
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن مسؤول قضائي قوله في مشهد، أحد أقدس الأماكن لدى الشيعة، إن الشرطة اعتقلت 52 شخصا في المظاهرات التي خرجت أمس الخميس.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي استخدام شرطة مكافحة الشغب مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
والاحتجاجات السياسية نادرة في إيران حيث تنتشر أجهزة الأمن في كل مكان.
ووقعت آخر اضطرابات على مستوى البلاد في عام 2009 عندما أثارت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد احتجاجات شوارع استمرت ثمانية أشهر. وقال منافسون إصلاحيون إن انتخابه كان مزورا.
لكن كثيرا ما يتظاهر عمال بسبب تسريحهم أو عدم تلقيهم رواتبهم.
ودعا رجل الدين المحافظ البارز آية الله أحمد علم الهدى إلى اتخاذ إجراء صارم ضد المحتجين.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن علم الهدى قوله “إذا تركت وكالات الأمن وإنفاذ القانون مثيري الشغب وشأنهم فإن الأعداء سينشرون تسجيلات وصورا في إعلامهم ويقولون إن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قاعدته الثورية في مشهد”.
الموت للمرشد الدكتاتور
أظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين يهتفون قائلين “الموت (للرئيس حسن) روحاني” و”الموت للدكتاتور”. وخرجت احتجاجات أيضا في مدينتين أخريين على الأقل بشمال شرق البلاد.
وقال علم الهدى، ممثل الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي في مشهد، إن عددا قليلا من الأشخاص استغل احتجاجات أمس الخميس على ارتفاع الأسعار لرفع شعارات مناهضة لتدخل طهران في نزاعات إقليمية.
وأضاف “بعض الناس خرجوا للتعبير عن مطالبهم لكن فجأة رددت مجموعة لا يتعدى عددها الخمسين وسط حشد بالمئات هتافات مغايرة ومريعة مثل ‘اتركوا فلسطين’ و’أضحي بحياتي في سبيل إيران وليس غزة أو لبنان’”.
وأظهرت مقاطع فيديو متظاهرين يهتفون “اتركوا سوريا، فكروا فينا” في انتقاد لدعم إيران العسكري والمالي للرئيس بشار الأسد الذي يحارب معارضين في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ستة أعوام.
وأشار اسحق جهانكيري نائب الرئيس وحليفه المقرب إلى أن معارضي الرئيس المحافظين قد يكونون من بدأوا الاحتجاجات لكنهم فقدوا السيطرة عليها. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن جهانكيري قوله “من يقفون وراء مثل تلك الأحداث سيحترقون بنارها”.
ولم يحقق بعد الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع قوى عالمية في 2015 للحد من برنامجها النووي مقابل رفع أغلب العقوبات الدولية المفروضة عليها نتائج اقتصادية للقاعدة العريضة من الناس تقول الحكومة إنها ستتحقق. ويعتبر روحاني أن هذا الاتفاق هو إنجازه المميز.
ويقول مركز الإحصاءات الإيراني إن نسبة البطالة بلغت 12.4 بالمئة في السنة المالية الجارية وهو ما يمثل ارتفاعا نسبته 1.4 بالمئة عن العام الماضي. وهناك نحو 3.2 مليون عاطل عن العمل في إيران التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة.