31-12-2017 09:28 AM
بقلم : د. رياض خليف الشديفات
بالرغم من ضنك العيش وشح الموارد ، وظلم ذوي القربى ، وقسوة الهجمة التي يتعرض لها الشرفاء في وطني ، وحملات التشوية لتضحيات الآباء والاجداد دفاعا عن ثراه الطاهر، فإن من حقه علينا المحافظة عليه ، والدفاع عنه بالغالي والنفيس ، وغرس محبته في قلوب أجياله ، والتذكير بمواقفه العروبية في كل قضايا العرب ، ونجدته للقريب والبعيد ، والمحافظة على نسيجه الاجتماعي ، وصون كرامة أهله .
وقد تأملت الأوطان العربية حول وطني الأردن استحضرت فيها ما استطعت من الماضي والحاضر بصورة تختصر الزمان والمكان في مشهد يجمع بين الألم والأمل فقلت في نفسي : كان الله في عونك وطني الأردن ، الأوطان العربية من حولك تقضم وتتفكك ، والسكاكين والسهام تعمل في جسدها ، مشروع صهيوني يربض على أرض فلسطين من غرب نهرك ، ومشروع هجين في خاصرتيك يجمع بين حقد الفرس وخبث الطائفية في شمالك وشرقك ، وموجات من اللاجئين من كل حدب وصوب من الجهات تفد إليك من كل الاتجاهات ، وكأنك ملاذها الذي تستجير به من بطش المستكبرين .
فالأردن موقع استراتيجي بين جزيرة العرب ، وبلاد الشام والعراق التي مزقتها الطائفية والحروب الأهلية ، والأردن ينظر غربا فيرى عدوا يتزود بكل أسلحة الموت والدمار ، بكل الدعم من القوى العالمية في الشرق والغرب ، ويتظاهر بالمظلومية من جيرانه العرب الذين لا يملكون من خيار سوى خطب وده .
وكأن قدر الأردن العروبي في ظل هذه المعادلة كما قال المثل العربي : "كالمستجير من النار بالرمضاء " يهود صهاينة ، وفرس مجوس من جهة ، وعرب يتجهمون في وجهه ، وسماسرة أوطان وفدوا إليه بحثا عن مصالحهم بعباءة الاستثمار لا يقيمون وزنا لغير ذلك لم يقدموا قطرة دم واحدة في سبيل استقلاله .
وطن يعيش بين ظلم ذوي القربي ممن لم يبقى من عروبتهم سوى الحسد والمكر والكيد مع قلة الحيلة وذهاب الهيبة ، ومتربصون به من الشرق والغرب ، لا يهنأ لهؤلاء ولا لهؤلاء عيش لاستقراره ، ولم يبق أمام الخيرين من أبناء وطني إلا القبض على جمره ، فصبرا بني وطني صبرا ، واستوصوا بالأردن خيرا ، فهو ملاذكم وخياركم ، فلا تخذلوه واستوصوا به خيرا ، حماك الله وطني ، عشت وعاش كل الشرفاء حماة لأرضك وعيونك ، والله المستعان .