31-12-2017 09:33 AM
بقلم : د.عيسى عبدالوهاب الطراونه
بكل تأكيد هناك شعور يسيطر على المهتمين بعملية التحليل لكثير من القضايا المستجدة على الساحة المحلية والخوض في تفاصيلها على صفحات الإعلام وأن هذا الشعور هو في غالب الأمر يندرج تحت وجهات نظر شخصية يستند أصحابها فيها على نظرية الاحتمال إن لم يكن بعضها مندرجا تحت بند رجما بالغيب ، ويبقى حق القبول او الرفض لهذا الكم الهائل من وجهات النظر في القضية قيد النقاش عائد للمستمع الذي يجب عليه أن يكون أكثر إلماما بنظرية الاحتمال وما تنطوي من نسب قبول او رفض، واستذكر هنا وبعيدا عن لغة السياسة ما قامت به إحدى الصحف عندما طرحت جائزة لمن يستطيع تفسير بيتا من الشعر كان قد نظمه الشاعر أبو اسحاق الغزي بشكل سؤال قال فيه :
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقـة النار أم من فرقة العسلِ ؟
فجاءت التحليلات متباينة وسطحية في غالبيتها فمنهم من ارجا السبب إلى حرقة النار وآخرون إلى فرقة الشمع للعسل إلا واحد كان هو الأكثر إقناعا بإجابته حيث ذهب إلى ما وراء النص فجاء رده ببيت من الشعر قال فيه :
من لم تجانسْه فاحذر أنْ تجالسَه
ما ضر بالشـمع إلا صحبة الفتـلِ
واختم بالقول إننا نسمع كل يوم كما هائلا من التحليل والتفسير واقتراح الحلول لكثير من القضايا المجتمعية العامة إلا أن من يذهب إلى ما وراء المشهد
ليدرك صحبة الفتل هم قلة لذا تأتي كثير من التحليلات والحلول المقترحة باهتة دون مذاق او طعم.