06-01-2018 10:54 AM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
اليوم قلبت المحطات العربية لأجد ابن شريفة يتحدث عن فلسطين والقدس فلم اجد ، سمعت خطب المساجد لأسمع شيخاً يحث على الجهاد فلم اسمع ، قرأت الصحف والمجلات ، فتشت بين صفحات النت ورسائل التواصل لأجد من يذكر القدس وفلسطين فباءت محاولاتي بالفشل .
شاهت الوجوه وتنسّأ رجال الامة ، شاهت الوجوه وبالعار وصمتها دماء الشهداء من ارض المقدس ، شاهت الوجوه ولم يبقى الا وجه عهد واخواتها في ساحات الوغى ، شاهت ثم شاهت وجوه العرب والمسلمين وماتت في أحشاء النساء كل النطف .
قرأت موازنات الدول فلم اجد قرشاً واحدا خُصِّص لنصرة من حمل سلاح الذود عن شرف العرب ،
في أسابيع مضت اعتقدت ان جحافل الامة الى ضفاف النهر وساحل البحر قد دنت ، كلامٌ ازدحم به الأثير حتى عنان السماء وصل ، جمعنا حشدنا تكلمنا عقدنا المؤتمرات نظمنا اللقاءات وشاشات التلفاز بها ازدحمت ، المنظرون غمرونا ببطولات لم تتجاوز حناجرهم ، نواب عرب ووزراء ومفكرون وباحثون ومختصون بشؤون القدس اشعلوا شواحن اصواتهم حتى خلناهم يمدون اياديهم الى جيوبهم ليغرقوا ساحات الأقصى سلاحاً وعتاداً ومالا ، لكنه كله كان كذب بكذب .
شاهت الوجوه يا عرب ، شاهت وجوهكم وطفل في القدس يكشف عن صدره متحدياً من جاء ليدوس على اطهر ارض العرب ، شاهت وجوهكم وطفلة في ريعان الطفولة تصفع وجوهكم علها تجد صدى لصوتها ولكنها مسكينة "عهد " ظنت ان الكلام عن العهد كان من السنة الرجال قد انطلق ، فآه يا عهد لقد خنّا كل العهود وانت عهد من تلك العهود فلا تنتظري منّا أحد .
عهد انت وأخواتكم اللواتي دسنّ على الألعاب والهواتف وأشتغلت أصابعهن في صفع ذاك الوجه النجس ، لم تخافي سجناً فسجنك اجمل وأفخم من ذاك الفندق وتلك المنتجعات التي فيها الرجال تسجن ، لم تنظري لمستقبل فكيف يكون المستقبل جميلاً ان لم يكن الحاضر اجمل ، وجمال الحاضر بتلك الشهامة والعز والاباء الذي قلبك وقلوب أخواتك بها ارتوت .
عهد لا تنتظري أحداً منّا ان يتحرك في وجهه شارب ولا قلب في صدور الرجال قد يتحرك ، ألم تعلمي يا عهد بأننا تنازلنا عن الرجولة ؟ اقول الرجولة وليس الذكورة فالذكور عندنا كثير ولكنهم أدنى شأناً من زبد البحر ، نعم يا عهد لقد تخنثّا ولقد جئتِ على حرف الفاء في الشرف فينا .
يا عهد لقد اشغلونا عنك ، اتعرفي بماذا ؟ والله أني خجل ان اقول لك لكنّي ساقول لتعرفي اننا بعيدون جداً عنك ، لقد اشغلونا عنك برغيف الخبز ، فانت ان جوّعك عدو نجس حقير فنحن جوعنا من هم من جلدتنا ودمهم من دمنا ، لا تعجبي يا عهد هذا ما حصل ، فلقد استغلوا فرصة انشغالنا باخبارك واخبار أخواتك وإخوتك الأحرار فزرقوّا في ظلمات الليل ابشع قرار قد يخجل من إقراره العدو .
يا عهد يا وردة النضال لا اريد ان اشغل بالك اكثر ، فأنت ليس لديك الوقت لتفكري بي وبكل العرب فلديك واجب اكبر منٰا جميعاً ، اليوم كنت اتسائل بيني وبين نفسي يا ترى بعد مائة عام كيف وماذا سيكتب التاريخ عنّا ومن سيكون البطل ؟ فجائني هاتف يقول أنسيت عهداً واخواتها ؟ أنسيت عهداً وامها وأمهات رفيقاتها ؟ أنسيت اخوتها ومن شاركها الرضاعة من ثديّ أمها ؟
فانتفضت لأرسل لك هذا الرسالة يا عهد فاقبليها مني فأنا والله افتخر ما دامت على ارض القدس عهدُ.