06-01-2018 11:09 AM
بقلم : إبراهيم القعير
كنت هائم على وجهي هروبا من ازدحام وضوضاء المدينة. وتلوثها, وضيقها ونكد الناس وكثرة المشاكل, والهموم العائلية والاقتصادية وتكاليف المعيشة الباهظة. وكثرة الفواتير. وغياب الروابط الاجتماعية وتفككها . وغياب للعادات والتقاليد. وأصبحت المصلحة تغلب على كل شيء. ولا تميز العيب من الحرام من الحلال. والمواصلات ومعاناتها اليومية . والأغذية الفاسدة. وإزعاجات الأعراس .
إلى الصحراء ابحث عن سبيل لحياة جديدة وبين البدو أعيش لأنهم يقولون هناك توجد الحرية , ونقاء الجو, والهدوء ,وصدق الناس وعفويتهم وطهارتهم وصحة أكلهم ونقاء مائهم . عندهم الكرم والنخوة ومعزة الجار وحب الناس ... والمناظر الطبيعية الخلابة .يصعب عليك أن تعثر على لقيط كما في المدن في شعابهم.
وسكنت وبدأت العمل وبدأت اسمع آلامهم ونصائحهم الصادقة وتوقعاتهم الصائبة . وقالوا لي إذا رأيت الحمار يوجه وجهته إلى الشرق اعلم أن الجو ماطر فابحث عن مكان يؤويك من العاصفة . أرصاد جوية صادقة . لا تنام في مجرى السيل قد يأتي السيل ويجرفك ... لا تنام الفجر في هذا الوقت توزع الأرزاق .
حمامات شمسية يومية تخرج التعفن من الجسد . وكل يوم نلتقي نسمع الكثير من الأحاديث والنصائح الشيقة وتبادل الخبرات. لا يوجد جدران بينهم ولا كاميرات مراقبة وأجراس. تستطيع رؤية جارك العديد من المرات في اليوم ليس كمثل المدينة قد لا تراه أبدا.
تخلصت من العديد من القوانين والأنظمة المقيدة في المدينة . أصبح معظمها لا يعنيني. وتخلصت من العديد من المشاكل التي تواجه المدينة حلها لم يعد يعنيني.
تقلصت العديد من الخدمات والطلبات التي كنت أطالب بها في المدينة . من نظافة الشوارع .وحقوق ومساعدات في المستشفيات والمواصلات السيئة . ومحاكم وشرطة ومدارس. الآن أنا بين ناس تحل جميع مشاكلهم بينهم بكرامة . وتشعر بأنك عضو لك دور في مجتمعهم. تعيش اشراقة الشمس الرائعة . وغروبها الساحر. فضاء مفتوح. وتتمتع بلقاء عائلي حميم وهادي.
الطبيعة على مكانها ولكن البشر الذين يسكنوها تغيروا وتبدل سلوكهم. ولا يعون أين تسير مراكبهم.