16-01-2011 07:52 AM
بقلم : هاشم الخالدي
أوهمنا ذات يوم أنه منا ... يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب ... وعدنا أنه حين يتولى أمرنا بعد رضى صاحب الأمر سيعمل على نشر الديمقراطية والحرية بشكل أوسع ، متلمساً حاجاتنا من الخبز والماء والدفئ، مكرراً بكل ما أوتي من قوة حديث الرسول: الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار.
لم تكن أيديه خشنة كما أيدينا ولا ضحكته "الجنان" تشبه ضحكتنا، ولم تك عيناه الخضراوان تشبه عيوننا السود التي ما فتئت تعتاد على سواد الأيام وظلمته... وظلف العيش ومرارته.
رغم ذلك ... رفعنا أكفنا إلى الله ضارعين له أن يوفقه ... وإلى سدة الحكم أن يرفعه ... وإلى دوارنا الرابع أن يمكنه.
لكننا صدمنا.
ها هو ذا يتحول إلى ما تنطبق عليه الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تمشي في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا".
حين تولى زمام الامور بكينا من الفرح ... وحين أمسك عصاه لضربنا ... بكينا من الحزن ... فلم نعد نفرق بين تلك الدمعة وهذه ... ودخلنا في منظومة الانفصام السياسي غير مدركين لما يحدث ومرددين فقط مقولة واحدة : لماذا يحدث كل هذا؟ ولماذا ينقلب ذوي الأيادي الناعمة والعينان الخضراوان إلى سلطوي تضربنا يداه بكل تلك القسوة ولا تشعر عيناه بجوعنا .. بفقرنا .. بألامنا .. أو حتى أحزاننا.
كالطاووس أضحى ، وكالديك المنفوش أمسى ، وحين طلبنا منه الخبز ذات يوم جوع قاتل.. قدم اقتراحاته الجليلة : لماذا لا تأكلون البسكوت بدلاً من الخبز.
تمعنا كثيراً فيما قال ... أدركنا انه لم يكن واحداً منا ... لم يشاركنا نحن أبناء الحراثين حرثنا ولم يذق مرارة الرعي في صحراءنا وبوادينا وقسوة العيش في أزقة مخيماتنا.
أجزم أنه لم يعاني ذات يوم من نفاذ الكاز والسولار كما عانينا ... ولم يأبه لقسط لطالما أرعبنا تكبيره ..... وراتب لطالما أزعجنا تدميره ....وإيجار بيت لطالما عز تدبيره.
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
رئيس اتحاد المواقع الالكترونية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-01-2011 07:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |