16-01-2011 01:30 PM
كثير ما يقال بان (الجوع كافر) .. فربما يقبل اي شخص بان يجوع خارج وطنه ولكن ان يجوع داخل وبين احضان وطنه فتلك الطامة الكبرى , فاي وطن هذا الذي يجوع ابناءه واي حكومات تلك التي تبارك الذل والهوان لشعبها , ان ماحدث في تونس رسالة لكل مواطن عربي وتطمين له بان ما زال في جسده حياة احتجاج مواطن واحد كان بمثابة الشرارة التي اشعلت ثورة الجياع هؤلاء الذين حقنتهم الحكومة بأفيول الجوع والبطالة والتهميش وتضييق الحريات ,ال( بوعزيزي) لم يطالب حكومته لا ان يكون وزيرا او محافظا ولا ان يعطى راتبا دون ان يعمل , فكل ما طالب به استعادة (عربته) التي يعتاش منها ببيع الخضار بعد ان صودرت منه كما صودرت حريته وكرامته وحقوقه بالعيش الكريم داخل وطنه ,صودرت كما صودر رغيف الخبز من المواطن العربي , فاثر ان يحرق نفسه على ان يحرق كل يوم بنار التهميش والاحتقار والجوع ..ليطلق ثورة الشعب المطالبة برغيف الخبز بعد ان كان طموحهم ان يغمسوا لقمهم ببعض الدسم ..
انطلقت الثورة من كل مكان ..متحدية بطش الحكومة , متحدية رصاص الدولة وهرواتها التي اصبحت لا توجع مقارنة بوجع الجوع والظلم والقهر , تلك الحكومة المتكئة على اسلحتها وسمعتها الامنية الحصينة التي لا يقهرها صوت الشعب ,اخذتها العزة بالاثم , حتى اصبح صوت المواطنين اعتى قوة من صوت المدافع ,واصبح اصرارهم على التغيير اقوى من اصرار الحكومة على القمع , الا ان ظهر الرئيس مطالبا الشعب بالتهدئة ,يقول لمواطنيه الان فهمتكم , فبعد (23) عاما فهمهم الرئيس وفهم ان لهم الحق بالعيش والحق برغيف الخبز والحق بالتعبير , كما هم قد فهموا بعد (23) عاما كلام ابي القاسم الشابي : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر تونس الحمراء حمرة دم ضحايا البطش والقمع,تونس التي كسرت قيودها واستجاب لها قدرها , ستعود خضراء خضرة الربيع ,وستعود طيورك المهاجرة اليك , وستعود الشمس اليك لتخط مستقبلك من جديد ,تونس التي احدثت زلزالا افاق الشعوب وحرك بعض البراكين الخامدة في صدور مواطنيها ..تونس التي اوصلت رسالة لكل مستبد بان الشعوب ما زالت حية ومستعدة للموت من اجل رغيف خبزها ..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-01-2011 01:30 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |