10-01-2018 08:30 AM
سرايا - جاء لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني برئيس مجلس النواب ورؤساء اللجان النيابية شفافاً وواضحا حمل رسائل (بليغة) بحق المقصرين من المسؤولين في الدولة ومؤسساتها ،يوازيه تحمل الجميع لمسؤولياتهم وواجباتهم المنوطة بهم.
حديث جلالته ركز على ضرورة الانجاز وأداء المهام دون تلكؤ او تقاعس في اشارة الى عدم التهاون مع اي مقصر ، اذ اكد جلالته ان على المسؤول يجب ان يكون قويا في اتخاذ القرار وان يكون لديه الثقة بهذه القرارات.
رسالة مهمة بعث بها جلالته خلال حديثه لكل مؤسسات الدولة فحواها ان الاوراق النقاشية التي قدمها لم ير اي تطبيق منها على ارض الواقع، ولم تتعاط معها مؤسسات الدولة وكأنها تعيش في سياق منفصل.
هذه الاوراق النقاشية اختارتها جامعات عالمية لاضافتها الى مناهجها كمادة فكرية تصلح للتطبيق في اي زمان واي مكان،بغض النظر عن اللغة والظرف والوضع الاقتصادي والسياسي.
وفي هذا قال جلالة الملك إنني قدمت أكثر من ورقة نقاشية لشعبي، ولكنني لا أرى أن هناك تطبيقا كافيا من قبل المؤسسات المختلفة، فلا بد أن تنعكس هذه الأفكار على أرض الواقع من خلال الفعل وليس القول فقط..
الاوراق النقاشية التي قدمها جلالة الملك مثلت خريطة طريق لمفهوم الاصلاح الشامل الذي يستهدف كافة نواحي الحياة ،غير ان استغلالها وتطبيقها لم يكن على قدر الطموح من قبل المؤسسات المختلفة.
وهنا فان جلالته وضع يده على الجرح بأن منظومة العمل العام وغياب المؤسسات والمسؤولين الكفؤين يسهم في التلكؤ والتباطؤ في مسيرة الاردن الاصلاحية التي يطمح لها الاردنيون.
حديث ملكي واضح لا يقبل اللبس او التأويل يقوم على ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم الملقاة عليهم دون تخبط او ضعف او قصور ،وبما يصب في مصلحة الاردن العليا ويلبي طموحات الوطن والمواطن.
ويقول استاذ علم اجتماع التنمية في جامعة مؤته الدكتور حسين محادين، ان لقاء جلالة الملك مع النواب حمل رسالة مختصرة، بان رؤى جلالة الملك وتوجيهاته لم تجد للاسف من يجاريها ويتابعها في الفترة السابقة كما ينبغي.
ويضيف الى( الرأي): يبدو ان ( قوى الشد العكسي لا ترغب في ترجمة هذه الرسائل لانها تحمل بداخلها وآلياتها اعادة لتوزيع القوى السياسية والاجتماعية في المجتمع لا سيما قطاع الشباب من كلا الجنسين وفي مختلف مؤسسات المجتمع لا سيما التشاركية والديمقراطية).
وحسب عضو مجلس اللامركزية في محافظة الكرك الدكتور المحادين فان الاوراق النقاشية سابقة عربية بان يقوم جلالته رغم حقه الدستوري اطلاق اوراق نقاشية استشرافية لمستقبل المجتمع ومؤسساته عبر الحوار والتشاركية مع انه كان بالاماكن بالمعنى الدستوري ان تترجم الى قوانين ملزمة.
ويتابع ( غير ان جلالته بنضجه الفكري وانفتاحه على الحوار اثر ان يكون المجتمع بمختلف شرائحه لا سيما بما يعرف بالنخب الفكرية والسياسية شركاء حقيقيين من انضاج رؤية جلالته الاستشرافية مع ملاحظة ان هذه الرؤية بمجمل أوراقها تمثل ما هو اقرب الى ايديولوجية الفكر والعمل في المجتمع الاردني ومؤسساته من الان نحو المستقبل).
ووفق المحادين (كان الاحرى بالنخب السياسية قادة الرأي العام والمسؤولين ان يلتقطوا هذه الرؤية الملكية والرسالة الصحيحة والمطلوبة).
ويضيف المحادين بالقول:( اننا لم نحسن عرض هذه الاوراق على مختلف الشرائح في مجتمعنا الاردني كي نعدل في اتجاهاتهم نحو التشاركية والمؤسسية الهادفة الى جعلها منهج دولة ومنهج حياة).
ويرى ان تفرد هذه المبادره الملكية والمتمثلة بالاوراق النقاشية من حيث المضامين والية الطرح النقاشي يبدو انها ليست ضمن القاموس او المعتاد السياسي في مجتمعنا للاسف من جهة ،كما ولم تستشرف افراد ومؤسسات الروية الاستباقية التي طرحها جلالته في الاوراق النقاشية رغم انها بالاصل راشحة من تحديات واجهت المجتمع الاردني كجزء من المنظومة العالمية.
ويلفت المحادين الى اهمية ما تطرقت له الاوراق النقاشية خصوصا ما يرتبط بمفهوم المواطنة او مؤسسات المجتمع المدني او قيم الحوار وضرورة تعميمها في تفاصيل حياتنا علاوة على تعديل المناهج والتربية المدنية عموما.
ويشدد محادين على ضرورة الاستعداد الحقيقي لانضاج دولة القانون والمؤسسات بدليل ما ورد في حديث جلالته عن الواسطة وشعور البعض انه فوق القانون ،لافتا الى ان الاردن وبعد مروره بالظروف القاسية التي تعيش ،اكد جلالته على ان لا بد من الاعتماد على الذات.
وفي هذا يقول المحادين ان جلالة الملك اكد في حديثه للنواب ان الاعتماد على الذات لن يتم الا بتعزيز عملية ترشيق الدولة واجهزتها وسعي الاردن نحو التخلص من الحمولة الزائدة في المؤسسات لدى الموظفين غير الفاعلين مع ربط ذلك بحماية الطبقة الوسطى والفقراء.
ويشير الى تنوع عناوين الاوراق النقاشية الملكية وغناها فهي متكاملة الرسالة والهدف وهي باختصار الانتقال من حيث المراكمة على انجازات الوطن واجياله نحو الاردن المعاصر في ظل تغير موازين القوى الفكرية والسياسية المعولمة لا سيما ما فيه استهداف للامة والاردن جزء منها.
وفي هذا يقول المحادين انه وبعد ظهور الحركات الارهابية وتمويلها من قبل بعض الاطراف الدولية مستهدفة جوهر الاسلام السمح وبالضد لما تضمنته رسالة عمان ومؤتمرات الوئام.
بدوره يرى استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الدكتور بدر الماضي ان تطرق جلالة الملك خلال لقائه رئيس مجلس النواب ورؤساء اللجان النيابية للاوراق النقاشية حمل رسالة مفادها ان الاجهزة التنفيذية في الدولة الاردنية لم تلتقط الاشارات الملكية بضرورة عكس الافكار الملكية التي تم طرحها من قبل جلالته الى برنامج عملي.
ويقول ( المقصود هنا برنامج عملي يسهم في تحقيق مزيد من الاصلاح الشامل والتوازن بين اركان العملية السياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية في الدولة الاردنية).
ووفق الدكتور الماضي ان ما طرحه جلالة الملك عبدالله الثاني في لقائه مثل نداء اخيرا للمؤسسات التنفيذية والمسؤولين في الدولة بان يجب عليهم الالتفات الى ما يتطلع اليه جلالته من حيث بناء وطن قائم على عكس رغبة الشارع الاردني في احداث نقلة نوعية في حياة المواطن.
ويتابع ( لا سيما ان جلالته دائم التواصل مع ابناء المجتمع الاردني ومن مختلف الشرائح وهو بالتالي يعبر عن كل مواطن اردني في هذه الدولة.
ومنذ أن تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية في عام 1999، أرسى جلالته رؤية واضحة للإصلاح الشامل ومستقبل الديمقراطية في الأردن، ومن خلال سلسلة من الأوراق النقاشية يسعى جلالة الملك إلى تحفيز حوار وطني حول مسيرة الإصلاح وعملية التحول الديموقراطي التي يمر بها الأردن، بهدف بناء التوافق، وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، وإدامة الزخم البناء حول عملية الإصلاح.
وقدم جلالة الملك سبع اوراق نقاشية الورقة النقاشية الأولى (مسيرتنا نحو بناء الديمقراطية المتجددة) والثانية (تطوير نظامنا الديمقراطي لخدمة جميع الأردنيين) والثالثة (أدوار تنتظرنا لنجاح ديمقراطيتنا المتجددة) و الرابعة( نحو تمكين ديمقراطي ومواطنة فاعلة)
و الخامسة (تعميق التحول الديمقراطي: الأهداف، والمنجزات، والأعراف السياسية) والسادسة (سيادة القانون أساس الدولة المدنية) و السابعة بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية (جوهر نهضة الأمة).