13-01-2018 09:42 AM
بقلم : د.عبدالله عامر البركات
يدخل رجل جليل ثري الى احد المولات ، ويتجول فيه ويشتري منه ما يشاء بكرم او حتى بسرف، غير آبه بما سيدفع لدى الصندوق. الا ان يده تمتد خلسة الى شيء صغير ورخيص لا يساوي عشرة قروش ، ويضعه في جيبه ظاناً ان احداً لم يره، بينما الكميرات تنقل تصرفه الى شاشة المراقبة. وعند يصل الصندوق ويحاسب على ما اشترى ويهم بالمغادرة ، تنطلق صفارة إنذار صغيرة ، فيهرع رجل امن الى المكان ، ويطالبه بإخراج ما بجيبه. موقف محزن فعلاً. رجل جليل يضبط بسرقة شيء تافه هو في اشد الغنى عنه.
في الغرب لا يحول مثل هؤلاء الى السجن بل الى الطب النفسي. ويحاول الطبيب النفسي أن يغوص في نفسه، ليعرف ما ألجأه الى ذلك السلوك. غالباً ما يكون السبب الشعور بالوحدة ، او عدم الثقة بالنفس .
ليس بعيداً عن هذا ما يقوم به رجال أجلاء مثقفون باختلاس كتابات غيرهم وادعائها لأنفسهم. رجال لهم ثقافة واسعة، وخبرات طويلة، ومكانة اجتماعية مرموقة. لا يبدو انه ينقصهم شيء ، ومع ذلك يفعلونها. ويتلقون الاشادة على إبداعاتهم من قليلي الثقافة . ويرد المختلسون على ذلك بتواضع وامتنان مؤكدين بذلك نية الاختلاس. وهدفهم هو الحصول على الثناء على ما ليس لهم . ويصدق عليهم قول الحق تعالى. :
{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.. [آل عمران : 188].
هم يظنون انهم غير مكشوفين. ولكن هيهات فمحركات البحث تكشفهم قبل ان يصلهم اي تعليق. بل ان بعض المعلقين يثنون عليهم وهم يبتسمون بمرارة. ليس لهم عذر في ذلك. كل ما يلزمهم للعودة الى الطريق الصحيح هو كلمة (منقول).
سأبقى انبه الى هذا حتى تختفى هذه الظاهرة المشينة، فهي منكر اظن إنني استطيع ان أغيره بلساني وقلمي ، ولكي لا يتحول الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي الى سوق حرامية.