16-01-2018 12:23 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
يرجع تاريخ دراسة الجهاز العصبى إلى قدماء المصريين و الدليل على ذلك هى عملية جراحية لحفر أو إحداث ثقب في الجمجمة بغرض علاج الصداع أو الاضطرابات العقلية أو لتخفيف ضغط الجمجمة تُجرى على المرضى منذ العصر الحجرى الحديث ،وقد وجِدت في ثقافات مختلفة في جميع أنحاء العالم.وأشارت مخطوطات يعود تاريخها إلى عام 1700 ق.م إلى إلمام المصريين ببعض المعرفة عن أعراض تلف الدماغ.
ازدادت الدراسة العلمية للجهاز العصبى بشكل ملحوظ خلال النصف الثانى من القرن العشرين، ويُعزى ذلك أساسًا إلى تطور علم الأحياء الجزيئي و الفيزيولوجيا الكهربية و العلوم العصبية الحاسوبية مما أتاح لعلماء الأعصاب دراسةالجهاز العصبى في كل جوانبه: بنيته وعمله و تطوره ،وأعطاله وتَغيره .فعلى سبيل المثال، قد أصبح من الممكن فهم العمليات المعقدة التي تحدث خلال الخلية العصبية الواحدة، بتفاصيل أكثر .لأن الخلايا العصبية هى الخلايا المخصصة للتواصل،فهى قادرة على التواصل مع غيرها من الخلايا العصبية وأنواع الخلايا الأخرى عبر وصلات خاصة تدعى نقاط الاشتباك العصبى،حيث يمكن إرسال إشارات الكهربائية أو الكهروكيميائية من خلية إلى أخرى. وتُطلِق العديد من الخلايا العصبية زوائد مستقيمة من البروتوبلازم تُدعى المحاور العصبية والتي قد تمتد إلى أجزاء بعيدة من الجسم وتستطيع حمل الإشارات الكهربائية بسرعة مما يحدث أثرًا على باقى الخلايا العصبية ،والعضلات،أو الغدد حيث نقاط انتهائها. وينبثق الجهاز العصبى من تجميعات الخلايا العصبية التي تتصل مع بعضها البعض. في الفقاريات ينقسم الجهاز العصبى إلى جزئين الجهاز العصبي المركزي و الجهاز العصبي الطرفي في العديد من الأنواع –بما فيها- الفقاريات يكون الجهاز العصبى هو الأكثر تعقيدًا في الجسم، ويبلغ هذا التعقيد ذروته في الدماغ. ويحتوى الدماغ وحده على مائة مليارمن الخلايا العصبية ومائة تريليون من الوصلات العصبية،حيث يتكون من آلاف البنى المتمايزة والتي تتصل ببعضها البعض خلال شبكات قد بدأ للتو الكشف عن تعقيداتها.إن غالبيات الجينات الخاصة بالجينوم البشرى والتي تقدر تقريبيًا ب 20000 إلى 25000 ،يُعبَر عنها تحديدًا في الدماغ.وبسبب لدونة المخ البشرى فإن بُنى نقاط الاشتباك العصبى وما ينتج عنها من وظائف تتغير على مدى الحياة. العلوم العصبية هي الحقل الذي يدرس ويتعامل مع البنى العصبية والوظائف العصبية والتطور العصبي وعلم الجينات والكيمياء الحيوية والفيزيولوجيا وعلم الأدوية، إضافة إلى علم الأمراض العصبي.
يطلق عليها أيضا اسم البيولوجيا العصبية حيث يندرج ضمن الطب ويدرس الظواهر المخية. فقد اكتشف مثلا أن عدد الخلايا المخية لا يتغير تقريبا مع الزمن ولكن الذي يتغير هو كيفية تواصل وتلاحم هذه الخلايا. فكلما درب المرء نفسه وأجهد دماغه بالتفكير كلما زاد عدد الوصلات والتحامها وهو ما يؤدي إلى مقدرة أكبر على الاستيعاب والذكاء والعكس بالعكس.
تعتبر الدراسة البيولوجية للدماغ البشري أساس هذا الحقل المتداخل الذي يتضمن العديد من مستويات الدراسة، مرورا بالمستوى الجزيئي إلى المستوى الخلوي (العصبونات المفردة)، إلى مستوى التجمعات الصغيرة نسبيا من العصبونات مثل cortical columns، والجمل الفرعية الأكثر تعقيدا مثل ساحات الإدراك البصري، وحتى الجمل العصبية الضخمة مثل القشرة المخية cerebral cortex والمخيخ cerebral cortex بوصفها أعلى مستويات التعقيد ضمن الجهاز العصبي.
وفي المستويات العالية من التعقيد، تصبح طرق البحث العصبية مندمجة مع علوم الإدراك cognitive science لتشكل ما يمكن تسميته علوم عصبية إدراكية cognitive neuroscience، وهو عبارة عن تخصص كان أول من تحدث به هم علماء النفس الإدراكي cognitive psychologists، لكنه أصبح الآن تخصصا منفردا تتم من خلاله الكثير من الأبحاث والدراسات. ويعتقد الكثير من الباحثين بأن العلوم العصبية الإدراكية تشكل طريقة بحث علمية أدنى-أعلى (من المستوى الأبسط إلى الأعقد) bottom-up approach لفهم العقل والوعي، وهذا يكمل الطريقة أعلى-أدنى (من المستوى الأعقد إلى الأبسط) the top-down approach التي يتصف بها علم النفس.
ماهي الكمياء العصبية المتابعه لعلم الاعصاب
الكيمياء العصبية ( بالإنجليزية : Neurochemistry ) هي دراسة محددة عن الكيماويات العصبية ، والتي تشمل الناقلات العصبية وجزيئات أخرى مثل الأدوية العصبية النشطة التي تؤثر على الخلايا العصبية . هذا المبدأ يدرس عن كثب الطريقة التي تؤثر بها الكيماويات العصبية على شبكة عمل الأعصاب . يُقدّم هذا المجال المتطور لعلم الأعصاب للكيميائيين في مجال الأعصاب اتصال جزئي- كلي بين تحليل المركبات العضوية النشطة في الجهاز العصبي والعمليات العصبية مثل المرونة القشرية ، الخلايا العصبية الجذعية ، و تمايز العصبية.
بجانب ما سلف يمكننا ايضاً معرفة علم النفس العصبي هو دراسة علاقة الدماغ بتصرفات نفسية وسلوكية محددة.
يدرس علم النفس العصبي تكوين و وظيفة الدماغ وعلاقته بتصرفات سلوكية ونفسية محددة، ويعتبر حقل تجارب لعلم النفس يهدف إلى فهم كيفية تأثر السلوك والإدراك على أداء الدماغ، ويهتم بتشخيص وعلاج الاضطرابات العصبية المؤثرة على السلوك والإدراك. بينما يركّز علم الأعصاب التقليدي على وظائف الجهاز العصبي وينفصل عنه علم النفس التقليدي بشكل كبير. علم النفس العصبي يتطلّع إلى استكشاف العلاقة بين الدماغ والعقل، وبالتالي فهو يتشارك مع طب النّفس والأعصاب في المفاهيم والاهتمامات ومع علم الأعصاب السّلوكي عامةً. يُستخدَم المصطلح "علم النفس العصبي" لدراسات مرضية في الانسان والحيوان، كما يُستخدَم لتسجيل النشاط الكهربائي للخلية (سواءً كانت خلية واحد أو مجموعة من الخلايا) في أعلى رتب الثّديات (إضافة إلى دراسة بعض المرضى).[1] إن منهج علم النفس العصبي هو منهج علمي، يستخدم ويستفيد من علم الأعصاب، كما يشارك معالجة معلومات العقل مع علم النفس الإداركي و علم الإدراك. يميل علماء النفس العصبيون إلى العمل في مجال الأبحاث (الجامعات، المختبرات، المؤسسات البحثية)، والمجال الإكلينيكي (تقييم وعلاج مرض علم النفس العصبي)، كما يعملون في مجال الطب الشّرعي (غالباً كمستشار للتجارب السريريّة عندما يكون عمل الجهاز العصبي المركزي محط اهتمام
المصدر (الموسوعة الحرة)ويكبيديا