17-01-2011 09:42 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وأله وصحبه ومن والآه وبعد :- يقول الله تبارك وتعالى في سورة الكهف ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا 000000) وبما أنهما زينة وثروة حقيقية وقيمتها لا تقاس بمقياس فأن المحافظة عليهما وصونهما هي هدف سام وغاية عظمى ومطلب ملح ندفع لتحقيقه الغالي والنفيس ونقدم أرواحنا فداء لهما إذا لزم الأمر وقد شجعنا نبينا على ذلك بقوله (000 من مات دون ماله فهو شهيد 0000و من مات دون عرضه وماله فهو شهيد 0000) الحديث0 والحقيقة أن خوفنا على ذرياتنا بعد مماتنا يكون أكثر من خوفنا عليهم حال حياتنا فنحن بحياتنا نطعمهم ونسقيهم ونرعاهم بعد الله فحياتنا وسعينا كله لإجلهم ولكن كيف السبيل لحفظهم ورعايتهم والطمأنينة عليهم بعد موتنا الذين قد يأتي بأي لحظة0 الجواب نجده عند شركة التأمين الرباني ونسميها شركة لأنها شراكة بين العبد وربه هذه الشركة التي لا تفوقها شركات الدنيا مجتمعة فشركات التأمين التي نعرفها إما أن تعلن إفلاسها أو عجزها ولو بعد حين أما شركة التأمين الرباني فهي لا تعرف إفلاسا ولا عجزا فصاحبها هو الله الذي لا تنقص خزائنه ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وأمره بين الكاف والنون وهو على كل شئ قدير 0
لا بد أنكم تشوقتكم لمعرفة كيفية الإنظمام ألى هذه الشركة00000الجواب موجود في آية 9 من سورة النساء حيث يقول تعالى:- ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ) نعم هذه هي رسوم الإشتراك فكما أنك تقتطع جزءا من راتبك لشركة التأمين البشري لا بد أن تقدم رسما للإشتراك بالشركة الربانية فإذا قدمت ما هو مطلوب منك صادقا ومخلصا لله تعالى فكن مطمئنا بعدها على أولادك وذريتك لإنك قد أشتركت بشركة من لا يخلف الميعاد والذي هو نعم المولى ونعم الوكيل 0 ونسوق مثالا واقعيا على رعاية الله لذرية رجل صالح مشترك بهذه الشركة تلكم هي قصة الغلامين أصحاب الجدار في قصة موسى والخضر التي نقرائها كل جمعة وهي قوله (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا )77 الكهف فاعترض موسى على فعل الخضر لإن أهل القرية بخلاء ولا يستحقون تلك الخدمة فرد عليه الخضر كما قال الله حكاية عنه (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا )82 الكهف أرأيتم يا إخوتي كيف ساق الله نبيا ووليا لحفظ المال لإصحابه الذين استحقوه بسبب صلاح أباهم 00000000( 000 ومن أصدق من الله قيلا 00) (000إن الله لا يخلف الميعاد0000) 0 وأما المثال من تاريخنا الإسلامي فهو يتحدث عن الخليفة الراشد عمرو بن عبد العزيز رحمه الله الذي كان عادلا تقيا ورعا زاهدا حكم ثلاث سنوات وكان له أحد عشر ولدا وست بنات فطلب منه من حوله أن يترك لهم شيئا فرفض وقال لقد فطمتهم عن هذا المال لإنهم إن كانوا أتقياء صالحين فسيتولاهم الله فهو يتولى الصالحين والله يرزق المتقين بغير حساب أما إن كانو فاسدين فلن أكون عونا لهم على المعصية بوضع المال بإيديهم- الله أكبر - فلم يترك لهم إلا سبعة عشر دينارا أنُفق منها سبعة في تكفينه ودفنه والباقي وزع عليهم ولإنه كان صالحا بعيدا عن سرقة الأموال العامة والتطفيف بحياته كلها فقد تولى الله ذريته بعده وأغناهم ويقسم الرواي عمر بن حفص الحنيطي أنه رأى أحد أبنائة يجهز مئة فرس في سبيل الله في يوم واحد وأما هشام بن عبد الملك بن مروان حكم تسعة عشر عاما تقريبا ولما مات كان عنده أحد عشر ولدا ترك لكل منهم ألف الف دينار ويقسم نفس الراوي الذي عاصر الخليفتين لإن بينهما أربع سنوات فقط يقسم أنه رأى أحد أبناء هشام بن عبد الملك يتسول أمام مسجد وأخرشاهده يُتصدق عليه 0
إذا أيها الأخوة فشركة التأمين الرباني شركة عادلة آمنة فهيا بنا نؤمن على أنفسنا وعلى أولادنا الذين هم أكبادنا تمشي على الأرض وذلك بتطبيق دستورها الخاص وهو إن نتقي الله في السر والعلن ونقول قولا سديدا (لا غيبة لا نميمة لا كذب لا شهادة زور لا لعن لا شتم لا سخرية ولا غيرها من آفات اللسان) حتى نفوز برضى الرحمن ونحقق لذرياتنا السلامة والأمان وندخل سويا أعالي الجنان بفضل الواحد المنان 0 هذا المقال مجتزء من خطبتي بتاريخ 14/1/2011م ويتبع في الأسبوع القادم وثيقة التأمين رقم (2) بإذن الله والحمد لله رب العالمين
إمام وخطيب مسجد الجبيهة الجديد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-01-2011 09:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |