حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21705

صفقة القرن: مؤامرة امريكية ، أم تخاذل عربي .!!؟؟

صفقة القرن: مؤامرة امريكية ، أم تخاذل عربي .!!؟؟

صفقة القرن: مؤامرة  امريكية ، أم تخاذل عربي .!!؟؟

20-01-2018 02:49 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عدنان سعد الزعبي
لا نعرف نحن بني البشر المنطق الذي تتحدث به الإدارة الأمريكية والحق الذي من المفروض أن تتمسك به كواحد من المبادىء والثوابت التي تتبجح بها على العالم بحجة خدمة الإنسانية والبشرية وكما جاء بمبادىء (إبراهام لينكلون ) والمدونة في نصبه التذكاري في العاصمة واشنطن .ووشحت بها شرفات الكونغرس وزوايا البيت الأبيض . الواضح أن إدارة ترامب تعاني غير أن تصرفات الإدارة الأمريكية تتنافى تماما مع هذه الثوابت وكأن مس من العمى والطرش والغباء قدأصابها حيث تجد نفسها تشرع وتقسم وتقرر وتحرم الشعوب من حقوقها , وتمنح من لا حق له حقوق الأخرين , وتبطش وتهيمن وتظلم وتستبد , وتتصرف وكأنها تملك حياة ومستقبل الأخرين في هذه الكرة الأرضية ، فتشكل نفسها وكيلا عن العالم وتطلب من دول القارات تأييدها رغم ما أصابها من نكسات في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة .

ومن الواضح ايضا أن ترامب يورط أمريكيا بإستماعه فقط ل(ايفكا) ومن يدور بفلكها من اليهود والصهاينة الذين يسيطرون على القرار الأمركي . ويضرب بعرض الحائط المنطق السياسي والدور الأمريكي في تحقيق التوازن السياسي العالمي, بل يتجاهل كل النصائح والمشورات التي قدمها له معظم زعماء ودول العالم . فما يصدر عن ألإدارة الأمريكية يتنافى تماما مع ما يؤمنون به من مبادىء وقيم ثابته تجاه الإنسانية وحقوقها والديمقراطية وسبل نصرتها والدفاع عنها . فأي ديمقراطية مزيفة , وأي حقوق إنسان هشة متناقضة ,والكابوى الأمريكي يفرض رأيه ويعتقد أنه بقادر على تحقيق ما يريد.

صفقة القرن التي تلمح لها أمريكا وتعمل لها مع أطراف عربية منذ فترة ما هي إلا وصمة عار سيحاسب التاريخ كل من يصمت على رفضها ومقاومتها سلوكا, ويحاب من أجل خلعها من جذورها , فإقامة دولة فلسطينية في سيناء معناه تنازل عن فلسطين تنازلا كليا , وأستبدال أصحاب الحق بالمحتلين , وخيانة الضمير الإنساني بقبول هذا الظلم والهيمنة باستبدال الحق بالباطل وتقويته عليه .
فمعقل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمسؤولية الإجتماعية تحور الحقيقة ,وتتحايل على التاريخ وتكذب على الواقع وتتبنى الخيالات والزيف ليكون صناعة تاريخ جديد يقوم على, الكذب والزيف ,وبإسلوب الهيمنة والظلم والإستبداد وبعقلية الهندي الأحمر وبخبث الصهيوني المتعصب . فهي تقر بأنها ستضغط على مصر وبكل السبل المادية والسياسية والإجتماعية لتوافق عل صفقة القرن ومنح مشروعها 30 الف كم مربع من سيناء لإقامة الدولة بإعتبارها مساوية تقريبا لمساحة فلسطين ملمحة إلى أنها أرض فلسطينية قبل عام 1932 ضمها المندوب البريطاني لمصر عام 1937, ويذهب الخيال بالأمريكان أن مصر ستوافق مقابل دعمها بالمال , وبقول آخر شراءها بمال السعودية ودول الخليج , فهل عرف ترامب شعب مصر وهل قرأ عنهم وعن عروبتهم وتاريخهم القومي المشرف الذي بذلوا فيه الأرواح وقدموا ملايين الشهداء من أجل الأمة وقضاياه العادلة .

وهل يعتقد الأمريكان أيضا أن الأردن ولبنان وسوريا بلغوا من الضعف الذي سيركعون رؤسهم لتتخطاها اقدام الأمريكان دون أن ينظروا أن مواقف هذه الدول ستخرج كالسيوف البتارة لتقطع يد كل من يحاول المساس بالقدس وفلسطين وكل بقعة من ثرى الوطن العربي الكبير؟ , الم ير الأمريكان مواقف هذه الدول في المحافل الدولية والعربية , أولم يقرأوا عناوين صراخ الناس في شوارع هذه الدول ,ليعرفوا مواقف الشعوب الحقيقية والتي ستقول قولها لمن يخالف رغبتها ؟
وهل يعتقد الأمريكان أن شعوب الخليج الشامخ سيقبل بدفع التريليونات الشعب الخليجي من أجل إرضاء (ايفكا) وتهديدات ليبرمان ونتنياهو, وتوقيعات ترامب , وهم ما زالوا ينظرون إلى ما قالته (جولدمائير ) عام 1967 "إني اشتم رائحة أهلي في خيبر, أريد ان اشرب الخمر في ساحات المدينة وأنتعش في مكة .." هل يقبل أهل الخليج شطحات ساسية ومغامرات غير محسوبة لوضع الخليج في أتون النار الملتهب بعد هذه التوريطات التي وضعوه فيها , في اليمن ومع قطر وفي سوريا وقبلها في العراق وجعلوا من إيران البعبع الذي سيبقى موجودا حتى ينفذوا مخططهم الأخطر ( صفقة القرن ).
فأين ستذهب إيران بعد إتمام صفقة القرن , حتى نضحك على أنفسنا ونتصور زوال خطرها بعد الصفقة , وهل فعلا إيران هي الخطر الوحيد على الخليج ؟؟!! وهل سأل شعبنا الخليجي , ثمن ما سيدفعه, وقارنه بالحل البديل في التقارب مع إيران كحل آخر أو كبديل على أساس إسلامية الدول والمصالح المتبادلة والمنافع المشتركة , والتوقف عن الإستماع للنميمة الأمريكية في خراب الدول وخاصة العرببة وإزكاء مقاصد الفتن بينها؟؟خاصة وأن الخبث الأمريكي بدأ ينفث السم عندما كرر ويكرر على الدوام الحديث عن مصير الأمارات ال(14) التي يتحدث عنها الجنرال ماك ماستر رئيس لجنة الأمن القومي في البيت الأبيض بإعتبارها لغة جديدة في تقسيم الخليج . فمن أراد أنهاء نفوذ إيران لا يعقد معها إتفاقيات ويمكنها من التعامل مع مئات المليارات وضفتها في تقوية نفوذها في المنطقة ؟؟!!.
دولة فلسطينية جديدة في سيناء ب (3.5) ترليون تتعهد دول الخليج بدفع (1.5) ترليون , وأروبا (700) مليار واليابان وسنغافوره وماليزيا والنمور الخمس (300) مليار , دولة تنشأ بمشاركة شركات 27 دولة وبمختلف قطاعات الزراعة والمياه والطاقة والطرق والتعليم ..الخ وبعد ذلك تشكيل حكومة بموازنة إغرائية مقدارها 350 مليار دولار اي ضعف موازنة إسرائيل(180) مليار .فلماذا لا يتم البحث عن دولة لليهود في غينيا أو جنوب أمريكيا أو في أمريكيا نفسها حيث المساحات الشاسعة ونحن نعلم أن خيارات توطين اليهود قبل وعد بلفور كانت مناطق عدة من بينها فلسطين , فكيف يستوي , أن ندفع مال العرب من أجل التعامل مع قضية العرب وعلى حساب العرب .؟؟
أرقام مغرية ولكنها خبيثة من دولة تتبجح بأنها حامية الحرية والحقوق والإنسانية ،وفي أعماقها مكر الخبثاء المتآمرين على بني البشر ، فأمريكيا لن تخسر شيء سوى شحن بطارية الكمبيوتر الذي رسم هذا المشروع بعيدا عن معنى الإنسان وحقه , وأرضه , ومقدساته, وتاريخه , ووجدانياته, التي تعلقت بالمكان والزمان , وفوق هذا وذاك لعبة الحقوق النسبية التي فشلت نظريات الغرب جميعها على حماية الإنسان والحفاظ عليه من جبروت الطغيان .
كلمة واحدة يجب أن يقولها العرب كل العرب , وهي قول الشعوب الذي طاف به الكيل وأكتوى بنار التخاذل حتى لا تجد بقعة من جسده, إلا وقد أصابها الألم والذل والهوان , كلمة واحدة لا نريد غيرها لتكون مدوية في عقل وذهن كل من يتآمر على هذه الأمة. كلمة لا تتعدى ( لا للمخطط الأمريكي ) ,(لا لنوايا أمريكيا) ,( لأ لأمريكيا ). فإذا اقر الشعب الأمريكي بآخر إستطلاعات الرأي أن رئيسهم غير متزن , وأنه غير صالح للرئاسة فإن توريط العالم وإعادة نشر الفوضى والقتل والدمار مرة أخرى هو مسؤولية من جاء بهذا الرئيس .








طباعة
  • المشاهدات: 21705
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-01-2018 02:49 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم