21-01-2018 08:50 AM
بقلم : روشان الكايد
الرضوخ للشروط التي اشترطتها الحكومة الاردنية جميعها من قبل الكيان الصهيوني المدعو اسرائيل ، على ما جد وما كان بأثر رجعي لقضية منذ سنوات ..
عبرت حكومة الكيان الصهيوني عن أسفها وندمها جراء الحادثة التي وقعت في السفارة الإسرائيلية في الأردن والتي أحدثت غضب شعبي واسع عقب على إثره إغلاق السفارة ، وطالب الأردن حكومة الكيان بتقديم الاعتذار ومحاكمة القاتل وفق الأنظمة والقوانين ..
وتعد هذه الاستجابة للمطالب ثمرة جهود الملك الهاشمي ، الذي رفض المساومة على شعبه ، وفي الوقت التي تتزعزع فيه الأنظمة مع أول رياح تهب عليها ، فإن النظام الأردني بدءا من رأس النظام أثبت جدارته العام الماضي وسط تخبط المؤامرات وتكاتف الجهود المضادة لمواقف الأردن ، فمن حادثة السفارة لقضية القدس والضغوطات التي واجهها الأردن في محاولات لثنيه عن المشاركة في قمة اسطنبول العاجلة ، إلى جفاف أرصدة المنح والمساعدات في الوقت الذي يتحمل فيه الأردن تداعيات اللجوء وضعف الإقتصاد جراء إغلاق حدوده الملتهبة ، مع العلم أن هنالك تعهدات عربية ودولية تباينت بين الصمت وبين التلميح بقطع هذه المساعدات كما فعل ترامب ..
ورغم كل تلك التحديات فإن اسرائيل تعي تمام الوعي بأن الأردن دولة عميقة ليست بالهينة ، ولأنه " اتق شر الحليم إذا غضب" ، ورغم عدم إيمان اسرائيل بالموروث الديني الخاص بنا كعرب ومسلمين ، إلا أنها تدرك بإدراك مطلق أن ملك الأردن يحكم دولة فيها من السيادة ما يكفيها من حق رد الاعتبار وطلب الاعتذار وإخضاع من يسيء لمواطنيها على أراضيها بأن يمثل للمحاكم والقضاء وفق ما ينص عليه القانون الدولي ..
فهذا الاعتذار المزدوج (حادثة السفارة 2017 وحادثة مقتل زعيتر 2014) ، صفعة في وجه المشككين ، بقوة الأردن تحت المظلة الدولية ..
وهي صفعة أخرى للمغردين والمعلنين في هتافاتهم الفارغة من وراء البحار كمضر زهران ، حيث يؤكد هذا الاعتذار الحق الثابت وغير المجزوء من السيادة الأردنية الكاملة على أراضيها ، لمن يشكك في عدم قوة هذه الدولة ولمن يحيك عليها في مخيلته المتعفنة مؤامرة زوالها...
ومن جانب آخر فهذه الاستجابة تعبر أيضا عن حركة إخضاع للتمرد الاسرائيلي الذي أحاط الأحداث التي تمت بدءا من استقبال القاتل وترحيب نتنياهو له ..
والدليل على قوة وإصرار الموقف السياسي الأردني هو استناده إلى واقعة سبقت قضية السفارة بسنوات (قضية الشهيد زعيتر)..
وهذا يعبر بوضوح على أن الموقف الأردني الرسمي ليس تبادلا للتصريحات في سبيل احتواء الشعب ، ولا تهدئة للرأي العام ، إنما تمثيلا حقيقيا لسيادة الدولة وتجريم كل ما يحدث على اراضيها من فعل يخالف القانون ..
(هذه الوقفة الرجولية للملك ) .. ليست بالتي تمر كالسحابة بل إنها تدك في الوجدان ، وتتأصل في جذور الكرامة ، فلو كان الأمر بالهين لاعتذرت اسرائيل في اللحظة ذاتها ، وما كنا قد رأينا العنجهية والتعجرف الذي حصل ..
فما كان من حفيد الثورة العربية الكبرى سوى الوقوف في حزم في وجه كل ضغط عكسي ، فنحن بأقل الإمكانيات وبرفقة قائدنا نملك إرادة صلبة ، ونحن شعب الواحد منا جندي ، بقيادة لا تلين ، لا نهادن ولا نستكين ..