21-01-2018 09:21 AM
بقلم : د. خالد ابو ربيع
العلاقات الدولية تحكمها قواعد القانون الدولي والاعراف الدولية و الاتفاقيات الثنائية وتدار بطرق تختلف من دولة إلى أخرى ضمن المصلحة العليا التي تخدم مصلحة الدولة.
والأهم من كل الاتفاقيات الدولية الثنائية هو الاسلوب الذي تدار من خلاله الأزمات عند حدوثها . فهي اما ان تدار بأسلوب الغطرسة او العنجهية او التسرع او اللامبالاة وعدم تقدير وكل هذه الطرق نتائجها عقيمة ومدمرة على المصلحة العليا للدولة ، وقد حدث الكثير من الأمثلة منذ الحرب العالمية الأولى وحتى وقتنا الحاضر وادت إلى زوال دول من خريطة العالم وزوال أنظمة حاكمة وبعض الدول دخلت في حروب طويلة الأمد وكانت آثارها كارثية على المجتمع والبشرية والاقتصاد معا.
ان استخدام العقلانية والحكمة في ادارة الأزمة هي الإستراتيجية الناجحة وتعتبر من ثوابت السياسة الاردنية منذ تأسيس الدولة وقد نال الاردن على احترام العالم في عهد المغفور له جلالة الملك الحسين وعززها جلالة الملك عبدالله الثاني حتى أصبحت سياسة الاردن يضرب بها المثل عالميا وتدرس في كبرى كليات السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية.
والنجاح الذي حققة جلالة الملك في ادارة ازمة السفارة الاسرائيلية في عمان والنهج الحكيم الذي انتهجة بعيدا عن الاعلام والخطب الرنانة حيث استطاعت سياسية ان تهز إسرائيل وأمام صمود الاردن وقيادته على مبادئه الثابتة قدمت اعتذارا ممزوجة بالاسف والندم للاردن وهذا اعتراف صريح بهزيمة السياسة الإسرائيلية أمام إصرار جلالة الملك ، واستطاع الاردن بصمودة وحكمتة ان ينتصر وأن تخضع إسرائيل وغطرستها أمام شجاعة جلالة الملك الذي تحدى الضغوط الإقليمية والدولية كلها واصر على تنفيذ شروط الاردن كاملة.
ان حكمة جلالة الملك ومواقفه الواضحة في كافة المحافل الدولية وفرت للأردن حلفاء حقيقيين على المستوى الدولي فنهج الوسطية والاعتدال المستنده إلى مبادئ الدولة الأردنية والمستمد من ديننا الحنيف مكن الأردن من لعب دور هام على الساحة الدوليه وجعل صوت الأردن مسموعا حول مختلف القضايا ومن كافة دول العالم.
هذا هو الاردن الذي يحترم العلاقات بين الدول العزيز بقيادتة الموحد المتحد دائما خلف جلالة الملك فقد هزم بشجاعة ورؤية القائد غطرسة المكابرين وأصبح محط فخر لنا جميعا نفتخر باردنيتنا وبقيادتنا الهاشمية وبحكمتها التي جعلت على الدوام الأردن الرقم الصعب في الإقليم ومنحتة الإحترام على الصعيد الدولي ويحق لنا ان نباهي العالم كله بها.
*