21-01-2018 09:23 AM
بقلم : محمد جرادات
كثيراً ما أعلنت نقابة المهندسين وبالتعاون مع وزارة الاشغال العامة ووزارة البلديات ووزارة العمل بان هناك برامج لتدريب المهندسين الجدد بهدف تمكينهم وتأهيلهم لخوض عراك الحياة العملية الهندسية ان جاز لي التعبير والانخراط في مجالات العمل المختلفة وهم مسلحون بالمعرفة والعلوم التي تعلموها في جامعاتهم وكذلك المهارة والخبرة العملية التي سيتلقونها من خلال التدريب كل حسب تخصصه ومجال عمله ولكن المؤلم المؤسف حقاً أن هذه البرامج جميعها وجميع الشواغر الفعلية والمخفية محجوزة وبشكل علني للنواب والوزراء والمسؤولين الكبار بحيث عندما يراجع المهندس الجديد الذي ليس لديه واسطة يقول له الموظف ابحث لك على نائب غير هيك لا تتعب نفسك وهذا واقع مؤلم نعيشه في الاردن ومن المؤلم اكثر انه عندما يجد الكادحين وابنائهم من يعينه على ايجاد فرصة للتدريب فان هناك نوع اخر من التمييز لا يكتشفوه الا بعد ان ترتسم الفرحة على وجوهم وهم يجدون الفرصة الاولى للتدريب ، بعد ذلك يكتشفون ان هناك امثالهم يتقاضون راتبين من النقابة ومن الاشغال او من من تفرض عليهم الاشغال من شركات المقاولات التي تعمل مع الاشغال، لهذا ايها السادة كثير من المهندسين الجدد في مراحل مبكرة من حياتهم يبدأون العمل براتب 120 دينا ر وانتم تعرفون ما هي 120 دينار، المشكلة أن أقرانهم ومعهم في نفس المشاريع يتقاضون راتبين، وعندما يراجعوا المسؤولين في النقابة والاشغال تفتح القوانين واللوائح والتعليمات التي لا تخرج من الادراج الا في الحالات المشابهة
سيدي يا من تتغنى بأردنيتك وانتمائك وانك للوطن ولست لمنطقة او فئة او لأبناء العمومة حصريا وأقول هنا لكل المسؤولين من وزراء ونواب ونقباء اتقوا الله في ابنائنا لا تعتقدوا يوماً أن الاردن لكم وانكم القائمين عليه ولتعلموا أن الأردن للأردنيين ولا يمكن ان يكون لأشخاص بعينهم، الأردن لكل النشامى الذين يسهرون ليل نهار لحماية الوطن والعاملين والموظفين والتجار والعاملين في القطاع الخاص وكل الناس الشرفاء الغيورين على اردنهم وبلدهم، ما نراه اليوم في موضوع انتهاك حقوق المغلوب على أمرهم وضحايا الواسطات والمحسوبيات أمراً خطيراً وليس في هذا القطاع فحسب ولكن في مجالات مختلفة ومواقع جغرافية متباعدة وكأن ناراً لا تبقي ولا تذر أو مرضاً خبيثاً مستأصلاً لا يمكن علاجه
إن نمو الاردن وتطوره يعتمد اعتماداً كلياً على أهلية هذا القطاع ونموه وان استشراء الظلم حتماً سيكون له دور كبير في تراجع قيمة الخدمات المقدمة ونوعيتها ومن منبركم هذا أطلب جميع النواب والوزراء والنقباء وجميع من لهم علاقة مباشرة وغير مباشرة في تدريب المهندسين باتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق العدالة وعدم التدخل لصالح اشخاص على حساب الاخرين، هذا من جهة ومن جهة أخرى اطالب نقيب المهندسين ووزراء الاشغال والبلديات والعمل واصحاب العلاقة بوضع خطط معدة مسبقاً لتدريب المهندسين الجدد سواء كانت هناك مشاريع قائمة او لم يكن ، وان ما يحصل الان من تدني نوعية التدريب والاهمال المبرمج وضياع الوقت وعد اكتراث اصحاب العلاقة جعل من برنامج تدريب المهندسين الجدد عبارة عن روتين ممل واحباط قبل البدء بالعمل وبحسب خبرتي في شركات كبرى فان البرامج التدريبية والدورات وورش العمل التي تعقد في قاعات المحاضرات او مواقع العمل بدءاً بالتخطيط للعمل والتصميم والمعايير التي يجب ان تراعى في كل تصميم واستلام موقع العمل والتنفيذ والاشراف وتسليم الموقع وقبلها رسم المخططات وتفسيرها واجراء التعديلات على المخطط او في الموقع ومعايير أخرى يجب ان تكون عناوين كبيرة لبرامج تدريبية للمهندسين الجدد من قبل من ملت كراسيهم من جلوسهم واعتبروا العمل الحكومي هو تقضية وقت او عد ايام
اناشد أصحاب الهمم العالية والقامات المرفوعة والذين يخافون الله ان يقوموا بواجبهم وان يسعوا جاهدين لتغيير النمط القديم وابتكار برامج تدريبية وجلسات حوارية تزيد من كفاءة ابنائنا وتاهيلهم بالشكل الصحيح حتى يتمكنوا من خوض عراك العمل الهندسي باقتدار، وللعلم يمكن عقد دورات كثيرة جداً ومفيدة بأقل التكاليف وبدون موافقات وكتب رسمية واجراءات وموافقات اذا ما كانت النوايا سليمة
أعزائي مهندسوا الاشغال العامة والبلديات ووزارة العمل وكل من له علاقة في القطاعين العام والخاص اناشدكم بالله بأن تقوموا بواجبكم خير قيام وان تؤدوا الدور المنوط بكم وان تعملوا كل حسب اختصاصه لزيادة فاعلية التدريب وعدم اهدار وقت ابنائنا وعدم الاكتفاء بزيارة المواقع وما شابه