حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,23 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11431

البطران والطفران

البطران والطفران

البطران والطفران

27-01-2018 08:35 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. رياض خليف الشديفات
من مسلمات الحياة الإنسانية تفاوت الناس في مستويات دخلهم وحياتهم ، ولا تخلو المجتمعات البشرية من الطبقات الاجتماعية بحسب مستوى الدخل ، فتجد الطبقات الغنية ذات الدخل المرتفع ، وتجد الطبقات الفقيرة ذات الدخل المحدود الذي لا يفي بمتطلبات حياتهم الأساسية ، وتجد لدى بعض المجتمعات الطبقات الوسطى ذات الدخل المتوسط الذي يمكنها من الوفاء بالمتطلبات الأساسية للحياة دون رفاهية توصلها إلى درجة مجاراة الطبقة الغنية ، ولا تصل ببؤسها إلى مستوى الطبقة الفقيرة .
وتتعايش الطبقات في غالب المجتمعات البشرية بروابط العيش المشترك وعلاقات الوئام والسلام بعيدا عن منطق التنافر والخصومة ، فالضريبة تؤخذ من الاغنياء لترد إلى الفقراء خدمات وبنية تحتية ومساعدات وهبات نقدية وعينات ، فالغني يوم بواجبه نحو مجتمعه بما يقدمه من تنمية واستثمارات وضرائب تصب في تنمية المجتمع وخدمته ، والفقير يشعر بالأمن والانتماء والإنسانية لمجتمع تسوده روابط التماسك والتعاون والحس الإنساني بين أفراده وطبقاته .
وتكمن الإشكالية في بلادنا أن الطبقة الوسطى تآكلت بفعل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة وكثرة أعباء ومتطلبات ومسؤوليات الحياة وتآكل الدخول بصورة جعلت هذه الطبقة تختفي لتصبح جزءاً من الطبقة الفقيرة ، وهذه الحالة نادرة في المجتمعات الإنسانية التي تسعى لتقليل الفجوات بين طبقات مجتمعها ، كما أن الإشكالية الأخرى تكمن أن الطبقات الغنية زادت غنى وصل عند بعض أفرادها إلى درجة البطر يدل عليها السلوكيات الصادرة من بعض المنتمين إليها ، والتي لا تقيم وزنا لمعاناة الفقراء ومشاعرهم .
والحال هذا يشبه تماما حال البطران الذي يفكر بمظاهره ورحلاته وقصوره وأرقام سياراته ، وحال الطفران الجائع الذي يفكر فقط برغيف الخبز ، وقد قالت العرب :" فت الشبعان على الجيعان فت بطيء " وشتان بين تفكير البطران وتفكير الطفران !! .








طباعة
  • المشاهدات: 11431
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم