حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16460

هل يُجن الزمن ؟

هل يُجن الزمن ؟

هل يُجن الزمن ؟

27-01-2018 08:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
قد يُصاب الانسان بالجنون والحيوان أيضاً ، فهل يُجن الزمن ؟
من اليوم الاول الذي فيه رأينا النور والعالم حولنا ملتهب ، حروب هنا وحروب هناك ، قتل واغتيالات ، تفجير واختطاف للطائرات ، حروب أهلية انقلابات عسكرية ، مصائب مكائد ، جنون في القتل وهوس في شرب الدماء ، مؤامرات وتآمرات ، هذا معي وذاك عدوي ، ارض تحترق وبحار تهيج وتفيض ، غيوم سوداء تكبد السماء ظنناها عارض ممطرنا لكنها كانت غضباً نبتت به الارض ربيعاً غريباً عجيباً ، ربيع إسرائيلي بأيادي عربية لوّناه باللون الأحمر وزرعت فيه الحجارة المُدمرة بدلاً من الشجر الأخضر .

نكبات وهزائم ، دمار وقتل ، تهجير ونفي وابعاد ، ليت الأمور توقفت على هذا ، الطامة هي الحرب الاقتصادية التي زلزلت حياتنا وقلبت الأمور على عقب ، ضغط من هنا وضغط من هناك ، حتى صرنا نتمنى ان يمر علينا يوم ابيض .
في الاردن وبحمد الله بقي الربيع صفراوي ولم نتصادم ولم نتعارك ، لم نقتل ولم نهجّر ، فربيعنا كان من نوع آخر ، ربيعنا كان ضيق على ضيق على ضيق ، اخوتنا تخلوا عنا أصدقائنا شددوا الخناق علينا ، والامر مقبول لو بقي الحال على ذلك ، لكن للاسف ما ان اشتعلت شرارة الربيع المزعوم في عواصم العرب وسالت الدماء انهارا حتى توقف ربيعنا ورفعنا أيدينا براياتها البيضاء ، لم نطالب بالرحيل وعلى عكس ذلك فقد طالبنا بالبقاء ، طالبنا بالقيادة فهي عندنا خط احمر ، تمنينا رحيل اللصوص ومصاصي الدماء ، آكلي أكبادنا ولحومنا ، لكن للاسف رسالتنا فُهمت على غير معناها ، فبدأ الربيع المعاكس ، ربيع الحكومات على الشعوب ، بدأت تبحث رجالاتها عن مكاسبهم على حسابنا ، رضينا وقبلنا من اجل أمن الوطن ، لكن الزمن كان جنونه من الدرجة المتقدمة فأبى الا ان يدمر كل شئ فينا ، بحث عن اهم شئ يبقينا ، أغرقونا بالكماليات حتى صارت عندنا ضروريات ولا نستطيع التخلي عنها ومنها جاء طوفان الزمان علينا ، بعد ان ادمّنا كل شئ قدموه لنا طُعماً حتى بدأت المساومات ، لن نسقيك خمر الكماليات الا اذا دفعت المزيد ، فامطرنا الزمان بوابل من ضربات الكيماوي الضريبي ، ودُمرنا بصواريخ رفع الأسعار البالستية ، انها حرب حقيقية ، حرب بلقمة العيش ولباس ستر العورة وهذه الحرب التي لا تدري كيف ومتى تضع أوزارها فالأيام المقبلة مظلمة ولا يمكن لأحد فينا ان يتوقع .
نرجوك ايها الزمن الغابر ان انتهي ، فقد جُن جنونك حتى اصبحت لا تفرق بين عجوز في كهف يتوسد الصخرة ويلتحف سعف النخل وبين من ينام على سرير الحرير في اليخت ، ولا بين رضيع بالكاد تطال يده الرضاعة التي نسميها اللهاية لأننا نضحك فيها عليه فنوهمه أن فيها غذاءً فتنطلي عليه الحيلة وبين من تتبادل على إطعامه الممرضات من اجود ما شرب طفل على وجه الارض .
عُد الى رشدك يا زمن فوالله ما فعلته فينا لم يفعله تتار ولا فرس ، ارحمنا يا زمن فانت مديد ونحن منك جزء يسير ، اذهب الى أطباء الغرب فنحن ليس عندنا لك دواء ُولا طبيب .








طباعة
  • المشاهدات: 16460
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم