بقلم : د. ألينا سلمان

استغرب كثيراً حين أرى مجموعة من الأشخاص المثقفين المتعلمين يفرطون بحقهم في الحصول على العلاج الأمثل سواء طبياً او تجميلياً. ففي زمن التكنولوجيا أصبح الحصول على المعلومة سهلاً جداً ولكن الحصول على معلومة "صحيحة" أصبح صعباً!
اذا وجعك ضرسك هل ستزور طبيب العظام؟ أخصائي دم وأورام؟ أو ربما طبيبة النسائية؟ قد تضحك كثيراً على سؤالي هذا ولكن سؤالي يعتبر من المضحك المبكي!
حين تعاني من حب الشباب او الاكزيما كيف تعتمد على علاجات تصفها لك "فاشينيستا" ذات مؤهل بكالوريوس إدارة اعمال؟ مع احترامي لهذا التخصص. أو تعتمد على الخلطة السحرية "السرية" لأم العبد ؟ ولكنك تشكك في وصفة أخصائي الأمراض الجلدية الذي درس ما يقارب ١٢ عام ليستطيع تشخيصك وعلاجك! أو ربما تقارن بين شهادته وسنين دراسته وبين بحثك الذي استغرق ساعة على موقع جوجل!
كيف ترضى أن تحقن إبرة فيلر في وجهك عند سكرتيرة سابقة لطبيب جلدية وتجميل؟ أو عند مصففة شعر أيدها تنلف بحرير؟

هل تعتبر الإجراءات التجميلية آمنة؟ هل هناك مضاعفات لحقن الفيلر؟
نعم، هناك مضاعفات واردة الحدوث و تتراوح من شائعه الى نادرة، ومن بسيطة كالكدمات الى خطيرة مثل نخر الجلد وحتى فقدان البصر!
لكن اذا ألقيت نظرة دقيقة على تشريح الأوعية الدموية بمنطقة الوجه لعلمت لمَ هو شائع وغير مستغرب حدوث بعض الكدمات بعد الحقن ، والاهم من ذلك: لم يجب على طبيبك ان يلم بعلم التشريح قبل ان يقوم بمهمة الحقن !
و رغم ان الأعراض الجانبية لحقن الفيلر قد تكون نادرة جداً لكنها واردة حتى عند أمهر الأطباء ، والاختلاف يكمن: هل طبيبك على قدر من الثقة والمهارة للتعامل معها ، والأهم: على قدر من الشجاعة والمرونة للتعامل مع اي عارض؟؟

لذا في المرة القادمة التي تفكر فيها بإجراء حقن تجميلي، لا تتنازل عن حقك في اختيار طبيب متخصص ومتمرس في هذا المجال. وأعطي الخبر لخبازه.

د. ألينا سلمان 

أخصائية أمراض جلدية وتناسلية وليزر