بقلم : طارق سمير عبيدات
لا يخطر على بال احد ان المنخفضات يمكن ان تكون نذير سوء على اي مجتمع, الا اننا في الاردن بات امرنا مختلف كلياً, اذ ان تنبؤاتنا الجوية لم تكن يوماً على مستوى المهنية المطلوب او على الاقل على مستوى الوطنية التي نأمل.

حيث وصلت الدقة لدى راصدينا الجويين الى تحديد الاماكن التي سيتساقط بها الثلج وكم ستكون سماكته ايضاً, مما ادى لاستنفار الكوادر الوطنية جميعاً, كالاجهزة الامنية وكوادر البلديات اضافة لطوارئ الكهرباء والاتصالات كما ادى ذلك لتعطيل الكثير من المؤتمرات والمناسبات واللقاءات الشخصية والجماعية على حد سواء, كل ذلك يمكن التغاضي عنه ضمناً, الا اننا نمر في الاردن في ظروف لا يمكن ان نقبل المزيد من هدر الاموال على حد تعبير حكومتنا الرشيدة, التي تقول انها لن تسمح بهدر ديناراً واحداً في الايام القادمة وكان رفع اسعار الخبز المادة الاساسية للمواطنين احد اوجه ايقاف هذا الهدر, وبناءً على ذلك كيف يمكن ان نقبل هدر كل هذه الاموال من خزينتنا التي صرفت على حالات الطوارئ لكل الاجهزة المذكورة اعلاه للتعامل مع المنخفض الجوي, وبالنهاية لم نحصد سوى الخسائر والماء ... اي ماء ذلك الذي اصبح يكلفنا اكثر من قيمة استيراده في افخم الزجاجات, احبتي وصلت دقة التنبؤات الجوية في الدول المتقدمة الى تحديد الايام الممطرة والمشمسة قبل بداية فصل الشتاء, اي انها مقررة على التقويم الشهري, ونحن ما زلنا نستنفر اجهزتنا ونخسر اموالنا, من اجل نقرات مدفوعة الثمن لمواقع الرصد الجوي الالكترونية, الم يحن الوقت لوقوف نشامي كرجال الامن وسواعد الدفاع المدني ورجال البلديات, لمحاسبة المسؤولين عن المعلومات المغلوطة للمرة الالف بما يخص التنبؤات الجوية.