سرايا - سيف عبيدات - شهدت جلسة النواب "الرقابية" يوم امس الاحد تجاذبات بين عدد من النواب حول قضايا كانت الحكومة محور الحديث فيها ، فانقسم النواب بين مدافع شرس عن الحكومة بالسر و العلن و اخرون يهاجمونها بسبب قراراتها الاخيرة.


النواب الذين كانت تصرفاتهم مستفزة ، بدا انهم غير متوافقين و يحملون الضغينة لبعضهم حتى امام الحكومة و بين يدي رئيس الوزراء ، حيث كانت المفاجأة عندما قام احد النواب بإرسال رسالة الى "الملقي" مفادها بأن النائب الذي يتحدث و يهاجم الملقي يملك ثروة بسبب خاله الذي كان تاجر مخدرات و قتل اثناء تهريب المخدرات ، و لم تتوقف "أسافين النواب" هنا ، حيث امتدت الى قيام احد النواب بمخاطبة الملقي برسالة مكتوبة " هسى بفش غلك" ، في إشارة الى ان هذا النائب يناصر الحكومة بقراراتها و يدافع عنها امام النواب و يتبنى افكارها.


التخبط النيابي كان مشحوناً ، حيث شهدت الجلسة مناوشات بين عدد من النواب ، و اثارة الجدل بعد حديث النائب ابراهيم ابو السيد عندما قال بأن نجل رئيس الوزراء الملقي يتقاضى حوالي 16 الف دينار في الملكية الاردنية للطيران ، مما اثار غضب الملقي و دفعه للحديث بحدة مع ابو السيد قائلاً : "له اتحدى اي نائب محترم يثبت ان راتب ابني 16 الف دينار".


النواب بدوا اضعف مما هم عليه سابقاً خصوصاً ان مواقفهم اصبحت بالنسبة للشعب مضادة للمتطلبات الشعبية و غير مقنعة "سياسياً" و هزيلة اعلامياً ، فكل هذا يأتي نتيجة خضوعهم لقرارات الحكومة و مباركة تلك القرارات التي ادت بالاوضاع الاقتصادية الى التدهور اكثر فأكثر ، و وقوف المجلس متفرجاً على ما يجري من ارتفاع للأسعار و زيادة الضرائب بشكل لافت.


رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ، رفع الجلسة الرقابية التي من المفترض ان يكون النواب الطرف الاقوى فيها ، الطراونة وجهت له عدة اتهامات من قبل نواب في الفترة الاخيرة حول محاولة ايجاد غطاء للحكومة و عدم دخول النواب في مواجهة تحرج الحكومة بشكل مباشر ، إلا ان الطراونة علل قراره الاخير برفع الجلسة بأن "خروج مداخلات عدد من النواب، عن مسار الجلسة"، المحددة سابقا، لمناقشة رفع الضرائب على الأدوية، وتقليص الإعفاءات الطبية ، هو ما دفعه لرفع الجلسة.