بقلم : طارق سمير عبيدات
تضم المملكة الاردنية الهاشمية اكبر مخيم للاجئين في الشرق الاوسط والذي يقع على بعد 20 كم عن مركز محافظة المفرق شمال, يقطن هذا المخيم ما يزيد عن 80 الف لاجئ سوري جُلهم من النساء والاطفال, وقد افتتح الاردن ابواب هذا المخيم بداية العام 2012 ليصبح بعدها احد اكبر التجمعات السكانية في المملكة.

لا يخفى على احد حجم الصعوبات التي مر بها الاردن عموماً متأثراً بالازمة السورية وازمة اللجوء السوري للمملكة الا ان توجيهات جلالة الملك باحتضان الاخوة السوريين على ارض الاردن كانت دوماً راية الاردنيين حكومةً وشعباً, عانى مخيم الزعتري الكثير من الصعوبات والتحديات ومن كافة الجوانب, وتعاقب على ادارة هذا المخيم العديد من رجالات الامن العام ورجالات الهيئة الخيرية الهاشمية الاردنية في بدايات المخيم, محاولين تذليل تلك التحديات والعقبات بكل ما استطاعوا من جهد وعزيمة.

في منتصف العام 2017 عُين عطوفة العقيد ذوقان عبيدات مديراً لمخيم الزعتري والذي بدوره قام بكل ما تتطلبه هذه المهمة الانسانية من جهود, حيث بدأ مسيرته في الاطلاع على واقع الخدمات المقدمة للاجئين السوريين في المخيم, وكيفية النهوض بها وتقديمها على افضل وجه, كما سعى جاهداً لرسم اجمل الصور عن الدولة الاردنية امام العالم, حيث استقبل العقيد ذوقان عبيدات ما يزيد عن 35 شخصية دولية وعربية واقليمية خلال الشهور الست الماضية, وكان من ابرز تلك الشخصيات الحاكم العام لاستراليا والرئيس الالماني وعقيلته بالاضافة للقائم باعمال السفارة الاماراتية في الاردن السيد فيصل أحمد آل مالك كما استقبل وفد من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة, كما استقبل عددا من السفراء وممثلي الدول العربية والاجنبية, واستضاف ايضاً وفوداً من الحملة السعودية لنصرة الاشقاء في سوريا, ورعى العديد من الاحتفالات الخيرية داخل المخيم كافتتاح مراكز طبية وعلاجية بدعم من الهيئة القطرية للاغاثة, واستضاف العديد من اللجان والمجالس المحلية والعالمية كمجلس ادارة مؤسسة انقاذ الطفل العالمية, ولجنة الحريات في نقابة المحامين الاردنيين, اضافة للكثير من الشخصيات الفنية والادبية, ولكن ما يصنع الفرق هو ان كل تلك الزيارات كان يقابلها العقيد ذوقان عبيدات بمهنية واحترافية وانسانية منقطعة النظير, اذ اثمرت تلك الزيارات العديد من المشاريع الخدمية والانتاجية في المخيم, نتيجة دوره الفاعل في طرح وجهة النظر الاردنية وايصال معاناة قاطني المخيم للعالم بكل شفافية وصدق, اذ ساهم في افتتاح احد اضخم المشاريع التي نفذت في تاريخ مخيمات اللاجئين على مستوى العالم حيث أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على مستوى العالم داخل مخيم ، بتمويل من الحكومة الألمانية وستسمح محطة الطاقة الشمسية بقدرتها القصوى (12.9 ميغاواط) للمفوضية بزيادة ساعات توفير الكهرباء لمآوى اللاجئين من 8 ساعات حتى 14 ساعة يومياً, ما يعني تحسين احد اكثر الخدمات اساسية في حياة الناس, بالاضافة للعمل على مشاريع ضخمة للبنية التحتية في المخيم, التي تشمل المياه وشبكات الصرف الصحي

وعلى الصعيد الانساني والثقافي فقد رعى العقيد ذوقان عبيدات افتتاح الكثير من المهرجانات وساهم في انجاح الكثير من الحملات التوعوية للمنظمات الدولية والمحلية التي تعمل مع اللاجئين داخل المخيم, وكان ابرزها حملة ( الاطفال يتولون المهمة ) التي اطلقتها اليونيسيف لتوعية الاهالي في المخيم بضرورة ارسال اطفالهم للمدارس اضافة لضرورة ابعاد بسطاتهم قدر الامكان عن الطريق الرئيسي في المخيم للحفاظ على انسيابية الحركة المرورية, حيث استقبل عطوفته الطفلة فرح برغش ابنة الستة اعوام في مكتبه لتتولى ادارة المخيم وتوجه رسائل توعوية للقاطنين فيه, في بادرة رسمت البسمة على وجوه الاطفال وبثت في نفوسهم الثقة وروح التآخي التي زرعها في نفوسنا الهواشم الكرام حفظهم الله كما ساهمت في ترسيخ الصورة الانسانية التي يتسم بها رجال الامن العام في الاردن.

امنياً ساهم العقيد عبيدات في الحد من انتشار الجريمة, اضافة لتعزيز دور المؤسسات الامنية كجهاز حماية الاسرة الذي ساهم بشكل كبير في الحد من الخلافات الاسرية والعائلية في المخيم.

وفي الختام لا يسعنا الا نشكر ثقة القيادة الهاشمية العزيزة التي دأبت دوماً لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب, وفقك الله عطوفة العقيد ذوقان عبيدات وسدد خطاك واعانك لخدمة الوطن والانسانية.

طارق عبيدات ( ابو همام )