08-02-2018 09:54 AM
بقلم : محمد الملكاوي
تعمد بعض الوسائل الإعلامية اللبنانية المؤيدة لنظام بشار الأسد و "حزب الله" وإيران إلى بث تقارير إعلامية مسمومة لتخريب العلاقات "الأردنية –الفلسطينية" من جهة؛ و "الأردنية – السعودية" من جهة أخرى؛ مما يؤكد بأن هُناك مخطط يقف وراءه خبراء استخباريون في مجال الإعلام بمستوى الجنرال قاسم سُليماني يعملون على ضرب علاقة الأخوّة بين "المُهاجرين والأنصار" في المملكة الأردنية الهاشمية وشقيقتها دولة فلسطين؛ وفي العلاقة الأخوية التاريخية "العميقة" بين الأردن الشقيقة الكُبرى السعودية.
فما الذي تهدف منه صحيفة لبنانية من نشر تقرير إخباري مسموم قبل عدة أيام يتحدث عن مجزرة مكذوبة قام بها الجيش الأردني بحق الفلسطينيين عام 1951؛ بعد (66) عاماً على اغتيال الملك الشهيد المؤسس عبدالله الأول؛ والإشارة إلى أن "الجيش الهاشمي" قتل (20) فلسطينياً وجرح نحو (100) فلسطيني آخر في المسجد "الأقصى" آنذاك؛ إلا غرس الفتنة بين "الأردنيين والفلسطينيين"؛ خاصة وأن الطرفين يسعيان حالياً لتوحيد جهودهما ومواقفها ضد اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ وتحسباً كذلك لصفقة القرن التي يُشاع إعلامياً بأنها ستكون لصالح إسرائيل على حِساب الفلسطينيين والأردن على سواء.
وما الذي تسعى إليه صحيفة لبنانية أخرى في دسّها السمّ مؤخرا في تقرير إخباري تحدث عن خلافات مزعومة أشيع بأنها حدثت في اجتماع (سرّي ومُغلق) عُقد في الرياض قبل حوالي شهرين بين الملك عبدالله الثاني ابن الحُسين وأخيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبيل القمّة الإسلامية التي عُقدت في تركيا في كانون الأول الماضي حول "القدس".
أليس الهدف من هذا التقرير الخبيث هو غرس بذور هلال شيعي إيراني آخر معكوس عبر الأردن ليصل إلى السعودية ودول الخليج العربي وينتهي في اليمن على سواحل البحر الأحمر (لا سمح الله)؛ وربط مضيق "هرمز" في الخليج العربي مع مضيق "باب المندب" عند مدخل البحر الأحمر معاً تحت النفوذ الإيراني؛ مثلما ترجمت إيران بكل أسف هلالاً شيعياً سبق وحذّر منه جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2004 يربط حالياً إيران بالعراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى البحر المتوسط.
فماذا يريد الإعلام الإيراني المأجور في لبنان من نشر أكاذيب بعد (66) عاما على استشهاد الملك عبدالله الأول وبعد شهرين من لقاء أخوي أردني سعودي بين جلالة الملك وولي العهد السعودي ... غير ضرب الأردن بعلاقاته مع الأشقاء في السعودية وفلسطين.
إن إيران وإعلامها المأجور في المنطقة يُمارسون حالياً دور (عبدالله بن أُبيّ بن سلول) في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم؛ لهذا لن ينفع إلا "قطع رأس الأفعى"؛ مثلما كان يُريد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه للتخلّص من كبير المُنافقين؛ وعلى وجه الخصوص بعدما حصدت (إيران) وحدها نتائج ثورات الربيع العربي التدميري في العِراق وسوريا واليمن ولبنان؛ وغرست أفاعيها وعقاربها في هذه الدول على شكل مليشيات شيعية تأتمر بأمرها؛ وصلت إلى الحدود الأردنية والسعودية واللبنانية؛ ولكنّها لم تجرؤ أن تقترب من الحدود الإسرائيلية.
لهذا رسالتي لكم أيها القابضون على الجمر في الضفة الغربية وقطاع غزة: (احذروا العقارب الإيرانية التي تُريد غرس الفتنة بين الأردنيين والفلسطينيين والسعوديين)؛ من خلال تقارير إعلامية كاذبة؛ فالأردنيون الذي يقاسمونكم الكرامة والمحبة ولقمة العيش هم من صمدوا ودافعوا وسقطوا شهداء على أسوار القدس وفي جنبات المسجد الأقصى وساحاته؛ والجيش السعودي الشقيق هو الذي كان رديفاً ومُسانداً للجيش الأردني في حرب 1967 عندما أعلن التعبئة العامة وأقام في جنوب الاردن شمال العقبة ومعان؛ وحتى بعد انسحاب الجيوش العربية الأخرى إلا أن بعضاً من الجيش السعودي ظل مُرابطاً في الأردن لمدة (10) سنوات بعد تلك الحرب.
وتذكّروا أيضاً بأنه عندما توحّد الدم "الأردني – الفلسطيني" في بلدة "الكرامة" صنعنا معركة" الكرامة" وهزمنا معاً الجيش الإسرائيلي بأسلحة متواضعة ولكن بإيمان وإرادة وعزيمة؛ وقهرنا الجيش الذي كان يُقال حينها بأنه لا يُقهر؛ وأعدنا لذاكرة الأمة الإسلامية معركة "بدر" التي نصر الله عز وجل فيها فئة مُستضعفة من المؤمنين بقلّة السلاح والعتاد؛ لأن الرجل فيها كان بألف رجل.
ورسالتي لكم في أردن الهواشم ووطن النشامى والتسامح ورسالة الأمّة الخالدة؛ ولكم أيضاً في بلاد الحرمين ومهبط الوحي؛ في "سعودية الإسلام والسلام والمحبة والخير": (بأنه لن يهنأ بال إيران إلا باستهداف السعودية التي هي عُمق الأردن من جهة؛ واستهداف الأردن الذي هو خاصرة السعودية من جهة أخرى)؛ فمثلما أرسلوا ميليشياتهم وأسلحتهم وعتادهم وصواريخهم البالستية لليمن؛ يطمحون أن يكون الأردن "يمناً" ثانياً في المنطقة لخنق السعودية من الشمال؛ ولكنّ الله عز وجلّ سيرد كيدهم إلى نحورهم؛ لأن الأردن يحظى بقيادة وشعب عربي عروبي؛ يُدافع عن الحق وعن سماحة الدين الوسطي؛ وعن عدل وعدالة الإسلام.
وسيبقى الأردن خير الجار والشقيق والمحبة لبلاد الحرمين الشريفين ولكل الأشقاء العرب؛ فنحن لا نخون ولا نعقر ولا نلدغ ولا نطعن في الخفاء ولا من الخلف.
وهنا يحضرني القول بأن فيلق "القدس" الذي أسسته إيران في حرب الخليج الأولى ضد الرئيس العِراقي الراحل صدام حسين (أي في نهاية سبعينيات القرن الماضي) لم يُطلق طلقة واحدة نُصرة للمسجد الأقصى على مدى (40) عاماً؛ رغم الشعارات البرّاقة والكاذبة؛ لكنّه في المُقابل عاث فسادا وإفساداً وقتلاً وتمثيلاً بجثث إخواننا "السُنّة" في العِراق وسوريا؛ لأن هؤلاء المُسلمين البسطاء يُجِلّون في تاريخهم الإسلامي السيدة عائشة أمّ المؤمنين والخلفاء الراشدين (ابو بكر وعمر وعُثمان) رضي الله عنهم جميعاً؛ وهم من المُبشرّين بالجنّة.
أتمنى أن لا نصل إلى ذلك اليوم الذي نقول فيه "يا ليتني أُكلتُ يوم أكل الثورُ الأبيض"؛ لأنه لم يبق في الشرق الأوسط غير الأردن خارج بؤرة النيران؛ بفضل حكمة قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ووعي الشعب الأردني؛ النصير للأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما لا زالت دول الخليج العربي الشقيقة وفي مقدمتها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ رمزاً للسلام والطمأنينة والمحبة؛ وهي عُمق الأمة العربية والإسلامية؛ لأنها تتمتع بحكمة قياداتها ووعي شعوبها؛ وتُدرك أيضاً التحديات التي تواجه الأمة؛ بهدف إحلال السلام العادل المُشرّف في المنطقة؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؛ وإقامة الدولة الفلسطينية على الثرى الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
وقبيل أن أختم مقالتي أود أو أخاطب الشعب الإيراني الشقيق؛ وأقول لهم: (آن الأوان أن تنقلبوا على قيادتكم التي جعلت "إيران" أكبر دولة إرهابية ومكروهة في العالم؛ وأكثر دولة عدوّة للمُسلمين في منطقة الشرق الأوسط. فهذا هو الوقت المُناسب أن تُسقطوا النظام الديكتاتوري الحالي؛ وأن تفرزوا قيادة جديدة تمد يدها بالسلام نحو جيرانها الأقربون والأبعدون).
ولكنّنا في المُقابل لا نخاف التقارير المكشوفة التي تنشرها وسائل إعلام مأجورة لإيران في المنطقة؛ ونحن نعرف خباياها ونقرأ بشكل صحيح ما بين السطور؛ لهذا لن نسمح لإيران ولا غيرها بأن يفتّوا ويُضعفوا عضد الأردنيين والفلسطينيين والسعوديين والأشقاء في دول الخليج "العربي – العربي" وليس الفارسي في هذه المرحلة بالذات؛ بإثارة الفتن "وبخ ونفث" سموم أفاعيهم وعقاربهم؛ لأننا نعلم تمام العِلم بأن وسائل الإعلام اللبنانية هذه (وهي قليلة بحمد الله) والتي تُحابي وتُنافق لإيران على حِساب قدسية لبنان وكرامته هي أول متآمر على القضية الفلسطينية؛ وهي التي تُريد أن ترى مصانع صواريخ إيران مُقامة في جنوب لبنان لمصلحة حزب الله" الذي يأتمر بأمر إيران؛ والذي لم يُطلق صاروخاً واحداً ضد إسرائيل نُصرة للمسجد الأقصى وفلسطين؛ لأنه لم يحصل على الضوء الأخضر من "طهران"؛ وكانت كلّ حروبه التي خاضها ضد إسرائيل هي لأجل مصلحة إيران وتحسين موقعها وقوّتها العسكرية في المنطقة؛ وليست مصلحة فلسطينية أو لبنانية.