12-02-2018 08:54 AM
بقلم : هبة احمد الحجاج
" يقول شاعر: يمرّني كل عام يوم ميلادي يوم أعرفه ويوم انسى مواعيده كلنا يوجد لدينا يوم ميلاد، وموثق باليوم وتاريخ وسنة، كلنا قد نحتفل بهذا اليوم ونتفائل ونخاطب أنفسنا " قد تكون هذا السنة أفضل من التي قبلها، قد يحصل في هذا اليوم شيء مختلف، لماذا؟ من باب أننا متفائلين باليوم ِ مولدنا والكثير من الامور مثلا " تجديد الطموحات وأمنيات لم نحققها نسعى إلى تحقيقها من جديد والكثير والكثير، ولكن لو قلت لك، ماذا يعني ميلادك؟ وماذا تعني كلمة ميلاد؟ هل ستقول لي " أول صرخة لي في الحياة أعلنت فيها عن قدومي، اما أول شمة هواء بعد خروجي من رحم أمي، أم أول ثانية في حياة عندمافتحت عيناي وكأنّني أستيقظ من سبات طويل والكثير من التعريفات المتعددة التي تختلف فيما بينا. لكن ميلاد هو " وقت الولادة " بغض النظر عن صراخنا عن رؤيتنا للنور عن الهواء الذي دخل إلى أجسامنا. ولكن وهو الاهم، يوم ميلادنا ليس بايدينا ولم نقرره وقد يمر علينا ونكون فرحين به وقد يمر علينا ونتمنى ان لا يمر لأننا في حالة لا يرثى لها وقد يمر على بَعضُنَا ولا يكترثون به وأيضا قد ينسون يوم ميلادهم ولا يعطونه أي أهمية. ولكن يوم ميلادنا الأول لم يكن بيأدينا ان نقرره ولكن هناك أيام تعتبر أيام ميلادنا ونستطيع أن نقرره، قد يكون يوم نجاحنا سواء كان دراسيا أو مهنيا أو حتى عاطفيا.
عندما تنجح في الثانوية العامة وتحقق المعدل التي كنت ترنو اليه، هذا اليوم يكون يوم ميلادك عندما تحقق حلمك الذي كان يأتيك كل ليله وأنت طفل صغير " طبيب، مهندس، صحفي وغير من المهن التي تكون عالقه في أذهاننا وكأننا نرى أنفسنا فيها، وعندما تحمل بيدك شهادة تثبت وتأكد لك حلمك الصغير الذي كان يكبر معك وكأنه يقول لك "أنا بين يدك " هذا يوم ميلادك، عندما تسمع عن المؤسسات وشركات العريقة والكبيرة والتي ربما اسمها غني بتعريفي عنها وترى الموظفين الذي يعملون بها وتحلم أن تكون فرد من أفرادها في يوم من الأيام وتقول في نفسك " قد أكون فرد من أفرادك يوما ما " وتحقق طموحك وتصبح كذلك وفي اليوم الذي تجلس على مكتبك في هذه الشركة وكأنك تجلس على عرشك " هذا يوم ميلادك " قد تكون تحلم بالطفل وتنتظر كلمة " أمي أو أبي " بفارغ الصبر، في اليوم الذي يقال لك أو لكِ ذلك أو حتى يولد هذا الطفل الذي سيقول لكما ذلك يكون هذا "يوم الميلاد " إذن كلمة الميلاد لا تقتصر على يوم الولادة فقط وإنما على تحقيق الاحلام وللطموحات ووصول الأمنيات كل ذلك هي أيام ميلادنا ونشهد علينا ونحن بكامل عقولنا وإدراكنا للاشياء، لا ذلك اليوم الذي نحتفل فيه ونسعد ولكنه لم نقرره، تفائلوا في ميلادكم وافرحوا به وابتهجوا ولكن نحن لدينا في سنة ثلاثمئة وخمس وستين يوم، أجعل في كل يوم من أيام هذا سنة شاهد على ميلادك بتحقيق الإنجازات والطموحات والاهداف التي ترنو اليها. . . تاريخ ميلادك مجرّد رقم في ورقة رسمية فلا تُغلق في وجهِ الفرح أبوابك وتجعل السَّعادة تتخطاك وتخجل من الفرح بالحياة بحجة انَّك قد كبرت وأنَّ الزَّمان ليسَ زمانكَ فما دمتَ على قيدِ الحياة. وما دمتَ تسير على هذهِ الأرض وتتنفس هواء هذا الكوكب فهذا الزَّمان زمانك أنت. كل الأيام ميلادنا ولكن بأشكال مختلفة.