14-02-2018 08:48 AM
بقلم : هبة احمد الحجاج
في يوما ما كنت أتجول في شوارع المدينة كان الجو غائم ومحتمل هطول الأمطار وشمس مختفية بعض شيء، كنت مستمتعة بهذه الأجواء الرائعة وكأنني أتجول في شوارع دول أوربية، وبينما كنت أتجول أثار فضولي ألون الأحمر وكأنه غطى كل المدينة، المحلات مزينة بالون الأحمر، الأشخاص يرتدون ملابس حمرا سوءا طاقية أو قميص أو بلوزة أو حتى حذاء، حتى كراسي وطاولات المطاعم أصبحت حمراء، حيطان المدينة أصبحت حمرا ولو يستطيعون أن يجعلون السماء حمراء لجعلوها ولكن الأمر ليس بأيديهم،
أوقفت شخص من هؤلاء الذين أطلقت عليهم لقب "الحمراوين"
لأنه كما قد قلت لكم ألون الأحمر متواجد في ألبستهم.
أوقفته وكأنه كان يقول في نفسه " لماذا أوقفتني؟ أريد أن أذهب إلى الموعد وكما قال المثل "يا مستعجل وقف تأقلك " وبعد حوار مع نفسه، طرحته عليه سؤال " ما الذي يحصل؟ لماذا المدينة كلها ملتفه بالون الأحمر، ولماذا أشاهدك وأشاهد العديد من الناس يرتدون ألون الأحمر، نظر لي بنظرة إندهاش وإستغراب وكأنه يقول لي " فتاة في مقتبل عمرها وجميلة الملامح، لا تعلم هذا اليوم؟ الم تسمع به؟ شيئا عجيب! ، تمالك نفسه بعد أن شعر أنني لاحظت على استغرابه واندهاشه من سؤالي، فكان رد "أنه عيد الحب " هذا اليوم تصبح الدنيا كانها لوحة مرسومة ويبدأ العشاق والمحبين يلونها بالالوان الحمراء، كما تعلمي إن لون الأحمر يدل على الحب والعاطفة. فطرحت عليه سؤالا اخر وكنت متردده بعض شيء: هذه الهدية المزينة بزينة جميلة ولونها الأحمر ملتف عليها الذي يعبر عن هذا المناسبة هل هي معشوقتك "لوالدتك " أم لمحبوبتك "اختك" أم لشريكة حياتك "زوجتك"
شعرت بدهشة عليه مرة أخرى ووفرت عليه الإجابة وأكملت طريقي
أبحث عن أجوبة للسؤالي لو كانت تلك الهدية "لوالدته "لم كان هنالك أشخاص عاقين بوالديهم يقومون بإبكاء والديهم يدخلون الحزن إلى قلبيهما بالقول أو الفعل، أو أن يتسبّب في ذلك. ويقوم البعض بنهرهما، أو أن يزجرهما، أو أن يرفع صوته عليهما، أو أن يغلظ القول عليهما.
ولا استطيع أن انسى دار المسنين ومن منا لا يعرف دار المسنين "
هذه دار التي جمعت كبار السن من شتى الأصول والمنابت
لعجز ابناءهم عن توفير لهم رعاية التامة والحنان الكبير كما فعلوا لهم في صغرهم، فيتعايشون مع هذا الواقع بالم والصمت وعذاب داخلي مرير.
فأخدت نفسا عميق وشعرت بغصة في القلب على الوالدين وماذا حل بهم في هذا العالم.
تابعت المسير وشاهدت طفلة وطفل ومن خلال دقة ملاحظتي تبين لي انهم اخوة يتراكضون في شارع وابتسامتهم تملىء المكان، اصوات ضحكاتهم الجميلة جعلتني اتسال هل عندما سيكبر أخاها يستذكر هذه الموقف سيتذكر ضحكاتهم ألعابهم مزحاهم ومخططاتهم شريرة قبل جميلة، هل ستشفع كل هذه المواقف وتجعله يأتي لها بالوردة حمراء ويقول لها " كل عام وأنتي أختي " ربما لا أدري قد يفعل ذلك أو قد لا يفعل.
جلست على معقد خشبي لكي اريج جسدي من تعب المسير، اخدت اتصفح في الصحف وقراءت خبر أثار فضولي وغضبي في إن واحد " الأردن الاعلى عربيا في نسبة حالات الطلاق"
صدمت وأصبحت التفت حولي إذا كان هذا الخبر صحيح، لما كل هذا الاحتفال بهذه اليوم، كيف ذلك، الأعلى عربيا في الطلاق
ونحتفل بالعيد الحب، بالله عليكم كيف ذلك، إذ لم أحب أمي وأختي وأبنتي وزوجتي، إذا لماذا نعترف بهذه العيد من الاساس.
خرجت من الحديقة وأنا مستاءه من هذا اليوم بشكل كبير وأدعو ربي أن تغيب شمسه بسرعة كلمح البصر لانني اصبحت اشعر بانه عيد الكذب عيد الخداع أو بلاحرى عيدٌ تجاري، جلست في المطعم وشعرت انني انا الوحيدة التي تثير علامة الدهشة على زبائن بالطبع فأنا اجلس لوحدي ولا احمل أي هدية وفوق هذا كله
لا أرتدي أي شي تماما يمس ألون الأحمر.
عندما كنت انظر إلى المطر كيف يتساقط على نافذة وانا احتسي فنجان من شاي الساخن الذي كان يعطيني الدفء بسبب برودة الجو كنت استرق نظرات إلى هؤلاء الأشخاص "العشاق"
الذين كانوا يتبادلون الأحاديث الغرامية والهدايا الجميلة، لا اعلم لماذا تذكرت مسلسلي المحبب " حبة كاراميل " كنت اريد ان العب دور مايا التي تميزت بدورها بقرأة أفكار الرجال، من خلال تناولها "لحبة الكاراميل " كنت أتمنى أن العب دورها في هذا المطعم وأقوم بالنصح أو بالتحذير أو حتى تبشيرهم بمحبتهم الصادقة لهم
وأصبحت أتسائل هل المحبة مستوطن في قلبهم، هل هذا العيد موجود بشكلًا مضمون أم بالمسميات فقط "
حاسبت على فنجان الشاي وقلت بيني وبين نفسي " إن خليت خربت "
وذهبت.