19-02-2018 09:04 AM
بقلم : د. رياض خليف الشديفات
حل نصف مشكلات مجتمعنا بتغيير نمط حياتنا
من حق كل فرد في مجتمعنا أن يُشخص الحال الذي وصلنا إليه في مجالات الحياة المختلفة ، فتشخيص الحال يعد الخطوة الأولى للبحث عن الحلول الممكنة ، وعلينا أن نعترف أننا وصلنا إلى حال غير مسبوق في حجم المعضلات التي تهدد المجتمع برمته .
ففي سياق التشخيص للواقع الاجتماعي فقد تعرضت الأسس الاجتماعية التي تكفل إعداد الأفراد ليكونوا صالحين في مجتمعهم إلى عملية تحول خطيرة على مستوى الفرد والجماعة ، فالجماعة لم تعد قادرة على إكساب السلوك الاجتماعي المطلوب ، والفرد لم يعد قادرا على التكيف في ظل المتغيرات والمتناقضات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والإعلامية والتقنية يدل على ذلك كله نمط السلوك والتفكير ونمط الحياة الذي يتم في المجتمع بما يتناقض تماما مع الأسس الاجتماعية والتربوية التي تضمن سلامة المجتمع وتطوره .
ورغم كل المتغيرات الجارفة سواء الاجتماعية والاقتصادية والقيمية والثقافية إلا أن مجتمعنا ما زال يمارس نفس نمط الحياة الذي يقوم على الاستعراض الاجتماعي، وعلى الاستهلاك، وعلى العقلية الفردية ، ونمط الحياة الذي نعيشه هو نمط يقود إلى الفشل حتما بغض النظر عن المظاهر الخادعة التي تحمل في طياتها بذور التصدع والانهيار للمجتمع برمته .
فالممارسات اليومية على مستوى الفرد والجماعة هي ممارسات تدل على الفشل أكثر مما تدل على النجاح ، والمجتمعات التي تبني نجاحها على المظاهر الخادعة هي مجتمعات مخدوعة أو تخدع نفسها ،وعليها قراءة التاريخ وذاكرة الأيام .
ولعل خلاصة رؤيتي الخاصة للحل للواقع البائس الذي نعيش تكمن في أن حل نصف مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تكمن في تغيير نمط حياتنا الذي تسبب بنصف هذه المشكلات وهو كفيل بحلها إذا حولناه عن علم ودراية .