20-02-2018 03:36 PM
بقلم : ابراهيم قبيلات
أخطا الزميل صلاح العجلوني بقراءة رابط موقع التوجيهي خلال النشرة الإخبارية على شاشة التفلزيون الأردني، قفامت الدنيا ولم تقعد.
الرجل اعتذر.. ألا يكفي؟
أن يعتذر أحدنا عن خطأ ارتكبه فهذا يعني أنه يحوز ثقافة مختلفة، فنحن في مجملنا أمة ترفض ثقافة الاعتذار، وترى به خضوعاً واستلاباً لا سلوكاً حضارياً.
من يعمل يخطئ، لكنهم قلة من يتبعون الخطأ بجملة اعتذار حصيفة بلا تردد أو وجل، في انحياز لتكريس قيم مجتمعية أصيلة، فرطنا بها، منذ أن ضيعنا هويتنا وقيمنا في الزحام، كما فقد الغراب مشيته ومشية الحمامة.
لا نريد التعليق على قرار الإدارة، فهي ضابطة الإيقاع وصاحبة الحق هناك، لكنا نقف عند أثر النقل على مذيع يشهد له زملاؤه في الكفاءة والدراية على مدى سنوات عمله في الشاشة الأردنية.
تحت عنوان "جل من لا يسهو" وجه الزميل العجلوني تقديره واحترامه لكل من أساء، ولكل من شتم او سخر من خطئه، ثم انهى خطابه المهذب باعتذار لكل من تسبب لأذنيه بالإزعاج والضجيج.
يا لك من صحافي جريء، تعتذر ثم تقابل الشتيمة والسخرية بالتقدير والاحترام، فيما نواصل نحن رصد الانتهاكات اليومية على حقوقنا ومواردنا وممتلكاتنا العامة من مسؤولين سابقين وحاليين لا يعرفون طريق الاعتذار إلا لتحسين مكتسباتهم.
هناك وزراء ونواب وأعيان ومسؤولون وسياسيون لا يخطئون بحقنا فقط، بل وصلت الأمور حد الشتائم وإلصاق أبشع الصفات وأرداها بنا، ثم ينبري البعض من أقاربهم وزبانيتهم لشتم الأردنيين، وتوبيخهم بعد الدفاع عن أسيادهم.
هؤلاء لا يعتذرون إلينا، وفي أحسن الاحوال يزعمون أن حديثهم أخذ في غير معناه، وعلينا واجب تصديقهم ونشر أكاذيبهم، وإلا سنكون في صف المتصيدين في الماء العكر.
كلنا معرضون للوقوع في الخطأ ولا أحد يمتلك أسباب المنعة، فلم نصر على شيطنة العجلوني حتى بعد اعتذاره؟.