سرايا -  سرايا - وصلت افق الازمة في لبنان الى طريق مسدود بعدما علقت قطر وتركيا امس محادثاتهما وقالتا ان الوقت قد حان ليعالج اللبنانيون بأنفسهم الخلاف حول مسودة لائحة الاتهام في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بعد محادثات دامت يومين في بيروت مع الزعماء السياسيين في لبنان ان اقتراحاته هو ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لم تقابل بالموافقة.

وتحدث بعد يوم من اعلان السعودية التي تساند رئيس الوزراء اللبناني في حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ابن رئيس الوزراء الراحل انها ستتخلى عن جهود الوساطة التي تبذلها بالاشتراك مع سوريا مما يعمق عدم اليقين في البلاد التي يصعب التوصل فيها الى حلول دون دعم من قوى اقليمية.

وقال داود اوغلو "قدمنا مسودة لجميع الاطراف شملت مطالبهم وكانت قائمة على المبادرة السورية السعودية" ، مشيرا الى جهود بذلتها دمشق والرياض في وقت سابق لاحتواء التوتر في لبنان حول لائحة الاتهام. واكد اوغلو "القرار النهائي في أيدي الجماعات اللبنانية.. هذا الصباح رأينا من ردود الفعل والاستجابات التي وردتنا أنه مازالت هناك بعض التحفظات".

وبعد ساعات من مغادرة وزيري الخارجية القطري والتركي ، اعلن النائب المسيحي ميشال عون المتحالف مع حزب الله انه لن يرضى بسعد الحريري رئيسا لحكومة لبنان ، مؤكدا ان "قوى الارض لا يمكنها ان تفرضه علينا". وسأل عون "لماذا تريد كل تلك الدول الكبرى اعادة تعيين شخص متهم وهناك قرائن تدل على ادارته شهود الزور في التحقيق الدولي؟". واتهم عون الحريري بالفساد وبان "عشرات المليارات فقدت على يده وعلى يد خطه السياسي وهو يغطي: من جهة يغطي شهود الزور ، ومن جهة أخرى يغطي الاموال المفقودة".

الى ذلك شدد الجيش اللبناني مدعوما بالدبابات من تواجده حول المباني الحكومية في بيروت وذلك في ظل تصاعد الأزمة بين الفصائل السياسية في البلاد. وقد شوهدت الدبابات العسكرية حول قصر الحكومة ومقر رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بوسط بيروت. وقال مصدر أمني لبناني "إن هذه الخطوة تأتي بعدما أشارت رموز معارضة قريبة من حركة حزب الله إلى أن أتباعها على استعداد للنزول للشارع.

وبدروها جددت الأمم المتحدة" التزامها بضمان الاستقرار في لبنان وعدم تكرار الصراعات في مثل هذه المنطقة الصعبة". وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز "هناك حاجة إلى الهدوء والنظام في الوقت الراهن ، رغم الانقسامات السياسية الواضحة ، وقد تلقيت من الرئيس الحريري تأكيدات على أن هذا ما سيكون الوضع عليه". واضاف وليامز "إن إمكانية تشكيل حكومة جديدة والاستقرار السياسي في لبنان أمر ممكن شرط وجود الإرادة الحسنة والتعاون بين جميع الفرقاء السياسيين للعمل من أجل العدالة كما الاستقرار ، إننا في الأمم المتحدة لا نرى أي تناقض بين هذين الأمرين ، بل على العكس إننا نراهما متلازمين".