24-02-2018 09:20 AM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
يدور الحديث عن تعديل وزاري قريب ، الكل ينتظر هذا التعديل وفِي النفس دوماً امل بان يأتي للوزارة بديل خارج عن دائرة الوجوه المعروفة والتي تتداول الحقائب الوزارية ، نترقب ان يأتي وزير من ابناء الحراثين ، من ابناء عمال الوطن ، فهؤلاء هم الذين يعرفون معنى الفقر والحاجة ، هؤلاء هم الذين يعرفون طعم رغيف الخبز الذي تختلط عجينته بعرق جهدهم في بناء الوطن ، هؤلاء الذين لا يخشون على شئ يفتقدوه ، فلقد بنو احلام العيش للعيش في بيت متواضع بسيط يلمهم وعائلاتهم ، اكبر احلامهم ان تكفيهم راوتبهم المجزوئة لنهاية الشهر ، هذا ما نتوقعه ، فالكثير من ابناء الحراثين وأبناء عمال الوطن من يحملون شهادات العلوم السياسية والطب والاقتصاد ، هذا الشهادات التي حصلوا عليها بجهدهم ، دون دروس خصوصية ودون تزوير ، هذه الخامات الفكرية والعلمية قادرة على البناء فقد عاشت وترعرعت وتعلمت على الأمانة وعلى حب الوطن ، لن أنسى وصية ابي العريف المتقاعد من الجيش العربي الذي كان يوما من المفقودين في حرب الايام الستة عام ٦٧ عندما كان يريد ان يجعل منا مواطنيين صالحين ، بناة لا هدامين ، حافظين لا مخربين ، لن أنسى ما كان يقول لنا انّ الوطن غالي ، ليس له ثمن ، وثمنه فقط الدماء الزكية التي نروي بها ترابه دفاعاً عن شرفه ، لن انسى أمنيته ان يموت شهيداً دفاعاً عن الوطن ، هذه المفاهيم التي يعلمها الحراثون وعمال الوطن لابنائهم ، هذه المدارس التي تخرج المخلصين المنتمين للوطن ، وليست تلك التي تعلم ابنائها كيف يحصلون على المكاسب من الوطن ،ليست تلك المدارس التي تقنع ابنائها ان الولاء يجب لكرسي المسؤولية فلا مانع من تحقيق ذلك ان تدوس على كل المعتقدات والقيم .
مساكين انا وانت يا ابن الوطن ستبقى آمالنا رمادا تذروها الرياح ، انا وانت لن يكون لنا دور في بناء وطنٍ عشقناه حتى آخر نفس من عمرٍ قضيناه نقبل تراب الوطن ، لن تتحقق احلامنا يوما ما دام محركنا لا يعتبرنا الا اداة لتحقيق أهداف ابناء الذوات الذين يتربعون على مواقع تملكوها في كواليس الليل والسهر ، مطلوب مني ومنك ان نحمي الوطن ، سنحميه بالدم وبالمال سنحميه ، ولن نترك لاصحاب الحقائب ان يبيعوه ، مطلوب مني ومنك ان نبني الوطن ، سنبنيه ، ولن نسمح لهم ان يهدموه ، مطلوب مني ومنك ان نجوع ليبقى الوطن ، سنجوع ويبقى الوطن ، ولن نسمح لهم ان يذلونا بالجوع ، مطلوب مني ومنك ان نكون حراساً للوطن ، سنحرسه ، ولن نسمح لهم ان يدخلوا عليه المارقين والسارقين .
وطني سنعمل كل ما تريد وان استفاد منه بعض المتسلقين على جدارك ، فنحن نؤمن ان يوما سيأتي وبه سنقول لهم كفى فالوطن عاد لأهله الخيرين .
لا يهمنا التعديل ولا يعنينا التغير ما دام التغير والتعديل لن يكون الا تغير لون الطاقية والربطة والسراويل اما الجوهر فهو هو ابن الوزير وابن النائب والعين والمدير ، لا يعنينا التعديل والتغير اذا لم يكن هناك تغير في الفكر والترتيب ، فإن كان التغير من نفس العلبة والكيس فلا يعنيني حجم الحبة وحجم السوس فيها ، فمهما كان حجم السوس فهي ستكبر بسرعة الريح .
لا يهمنا التغيير ان بقي الوطن جريح ، لا يهمنا التعديل ان بقي الحراث حراثاً والوزير وزيرا ، لا يهمنا التعديل ولا التغيير اذا لم يتغير حال الفقير ، لا يهمنا التغيير اذا بقي آلالف الخرجين على الرصيف ، لا يهمنا أبداً لا يهمنا تغيرٌ ولا تعديلٌ اذا ما اصبحت موازناتنا بلا عجزٍ وأوقفنا التبذير ، لا يهمنا التعديل والتغيير اذا لم نقطع الايدي التي تمتد الى قوة المسكين واليتيم ، لا يهمنا كل ذلك اذا لم يؤدي التغير والتعديل الى تسييد القانون