25-02-2018 08:26 AM
بقلم : رزان عبد الهادي
بينما كنت اتصفح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي استوقفني منشور لفتاة تستهزئ و صديقاتها من من اختار الحديث باللغة العربية على صفحته عوضا عن الانجليزية ، و هذا لايمانها غير المنطقي أن من يتحدث باللغة الإنجليزية (فقط) هو شخص مرموق ذات مكانة خاصة في المجتمع، و أن من يتحدث باللغة العربية هو شخص ساذج...!
لا أدري إن كانت تلك الفتاة و غيرها الكثير يدرون أن في البلاد المتقدمة يرفضون أن يتعلم أولادهم في المرحلة الدراسية الأولى أي لغة أخرى عدا لغتهم الأم ، و ذلك لتعزيز انتمائهم لوطنهم و للغتهم الأم ، و اللغة هي بمثابة هوية تدل على جنسية متحدثها. و إن سحبت تلك الهوية تاه متحدثها.
لست ممن يقف ضد الثقافة أو تعلم اي لغة أخرى ، إلا أنني ضد أن تكون تلك اللغة الأجنبية بديلا عن اللغة الأم، اللغة العربية ، و أن نكون سببا في ضياع اللغة ، تلك اللغة التي اختارها الله لتكون لغة القرآن.
و أتساءل فيما أتساءل، لماذا يكون الأجنبي و هو يحاول النطق باللغة العربية خفيفا ظريفا لطيفا ، بينما يكون العربي و هو يحاول النطق باللغة الانجليزية ساذجا و أميا؟
تقدم البلاد الأجنبية لم يأتي من فراغ ، و إنما لعدة أسباب لعل أحدها و أهمها ، أننا كعرب ندعم و نشجع كل ما قد تقدمه تلك البلاد و نستسخف و نقلل من قيمة كل ما قد يقدمه العرب ، أو قد يرتبط بالعرب. التطور و التقدم صنيعة البشر كما التخلف و الانحدار. فعلينا اختيار أي الطريقين نسلك و عليه فعلينا تحمل جميع العواقب