25-02-2018 11:19 AM
بقلم : الدكتور مهند صالح الطراونة
للاسف يخرج من موقع حكومي واحياننا يكون ابن مؤسسة عسكرية ويبقى يناكف وينتقد من أجل النقد فقط حتى يصل لمنصب آخر يبتغيه أو من اجل هدف يحققه ؛ وبحجة محاربة سياسات الحكومات المتعاقبة وحجة الفساد والمفسدين يختلط الحابل بالنابل أصبح يتخطى كافة الحدود فثمة فرق بين من يطالب بمحاسبة من سرق أو اساء إستخدام السلطة وبين من يسعى لا قدر الله إلى إشاعة الفوضى و خراب الديار والذي يطالع مايبثه البعض من فحيح وسموم يتأكد مما اقول .
اقول لأمثال هؤلاء بصفتي مواطن اردني أن أمن الوطن و قيادته الهاشمية ووحدته الوطنية خط أحمر و واجب ديني وأخلاقي على كل أردني أن يسعى قدما للحفاظ عليها ، وكلمة أمن الوطن اقصد بها كافة الأبعاد الامنية الوطنية ؛ والقيادة اقصد بها ولي الامر الذي امرنا الله عزوجل قبل الدستور اطاعته وكيف وان كانت هذه القيادة هاشمية لها شرعية دينية قبل ان تكون قانونية .
أما غير ذلك فلا يوجد خطوط حمراء وانا وحالي حال كل الأردنيين الشرفاء الغيورين على الوطن أعداء للفاسدين واللصوص الذين سرقوا مقدرات الوطن وخيراته وكانوا سبب في تعثر الدولة وتعثر تنميتها عشرات السنين بل ان بعضهم لم يوفر حتى عمق الوطن وترابه فمنهم من هو قابع بين قضبان العدالة ومنهم من نهب وهرب من وجه العدالة ومنهم من يناور ويتحنى أي فرصة لياخذ نصيبه من كعكة الوطن لكن هيهات هيهات سوف يكون كل اردني له بالمرصاد.
إضافة إلى غيرهم من الذين جثموا على صدورنا طيلة عقود خلت وهم يتنقلون من موقع إلى موقع آخر وكأن الولاء والانتماء للوطن محصور بهم فقط عن غيرهم مت الاردنيين ، وكأن الاردنيات لم يلدن خبرات وكفاءات غيرهم البعض لا يوجد انجازات ملموسه وانتقادات لاذعه وردت لهم لتصويب سياساتهم ولا حياة لمن تنادي، وأقول بهذا الصدد أن لا يوجد خط أحمر مع أمثال هؤلاء وعليهم ان يتنحوا جانبا عن خدمة الدولة ويتركوا الدولة لدماء جديده لعل وعسى نرى على وجهها خيرا ولعل وعسى نرى فيهم حسنا ونبضنا ، وارى ان المطالبه بتغيير اي سياسة حكومية غير صحيحة وانتقاد اي مسؤول ينحرف عن الصالح العام او يتلكأ في واجبة ويخلق بينه وبين الناس فجوة واجب وطني ، لكن ان ينحرف هذا الواجب الوطني إلى غيره مساره وفحواه وينادي بالخراب لا قدر الله هنا يخرج هذا العمل عن مفهوم المواطنة ويخرجها عن مسارها ومحتواها الأصلي ويدخل الواجب الوطني في بوتقة أخرى نحو إشعال الفتن لا قدر الله و وحينها سوف يصبح جميع الأردنيين أعداء له ،وهنا اريد ان اقول ان الاردنيين على اختلاف اصولهم ومنابتهم مهما ارتفع سقف غضبهم ومهما زاد عتبهم وزادت مطالبهم كلهم سيتحولون الى جنود للوطن إذا لاح خطر يهدد امن الوطن واستقراره لا قدر الله.
في الاردن أعلنها سيد البلاد ورأس السلطات الثلاث وحادي الركب باكثر من محفل وفي أكثر من مكان أن اي امر هام لا يمكن إخفاؤه على المواطنين وكل مواطن له الحق في النقد بل كان يشجع صاحب الجلالة دوما على طرح الرأي بحرية وشجاعة طالما أن الدافع وطني ونعمل ضمن منظومة أخلاق أردنية تنتقد لكن باحترام وتؤشر على مواطن الخلل بهدوء ، في بلد كالاردن سقف حريتنا مرتفع وسقف كرامتنا كذلك لذا لن نضيق متسع أما أن يتحول هذا الاتساع من حرية الرأي إلى نفخ بالكير وإشعال للفتن من أجل اجندات خاصة حينئذ كل الأردنيين يرفعون شعار هيبة الدولة من هيبتنا وعندما نخاطب نخاطب سيد البلاد نخاطب الرأس وفي الرأس العقل والتفكير لنحافظ على الوطن لان الوطن الام والوطن الاب الوطن هو الشرف والكرامة والملاذ الآمن مهما اشتد عليه الخطب و الوطن هو الباقي وجميعهم زائلون