26-02-2018 02:04 PM
بقلم : سهام الحاج عيد
- الكثير من القصص تحدث في حياتنا اليومية الروتينية او بالأحرى القاتلة و بكل قصة يحدث جزء لا ينسى ممكن ان يكون مفرحاً ، كحبة حلوى تُهدى لطفلاً .. كَأول وردة من حبيباً .. كَبدايةِ فصل الربيع و رائحة زهور الياسمين.
و كأشياء أخرى تَطغى على أياماً كانت عادية لكي تصبح ذات نكهة جميلة تفوح كَرائحة الفراولة في أنحاء بيتٍ بسيطٍ ممتلئ بحبٍ عميق .
و لكن ماذا اذا كان في هذا اليوم جزءاً محزناً ؟ الوردة التي أُهدت من حبيبٍ ستذبل شيء مؤكد في بضعة أيام معدودة ، و ماذا عن الحب هل سيذبل معها مع مرور الزمن ؟
بداية فصل الخريف تبدأ الأوراق تتساقط ولكن هل من الممكن أن لا يأتي الربيع مجددا ؟ ، البيت البسيط سيظل يحتاج للمتطلبات البسيطة أم ستكبر احتياجاته و ستتضخم مسؤولياته ؟
- الأمور في بدايتها دوماً مفرحة و تحمل في طياتها معاني جداً جميلة ، اللحظات لا يمكن تصورها و تصور مدى فرحتها و جمالها ، فمع مرور الوقت لا نعد نشعر بقيمتها كما كانت في بدايتها أو في أولها.
سنتساءل لمَ بدأت تتغير علينا؟ - هل نحن أخطأنا أما هُم تغيروا ؟ - هل الظروف وقفت حاجزاً أمامنا أما نحنُ نضع تلك الظروف و الحواجز ؟ - هل نحن أصبحنا روتيناً مملاً أمْ الروتين أصبحَ انا و أنت و هُمْ؟
هُم لمْ يتغيروا و نحن لمْ نخطئ و الظروف لا تعيقنا ولا تعيقهم أيضا و الروتين ليس سبباً مقنعاً للتغيير و البعد ، الفصول ستأتي و بائعين الورد و الحلوى سيبقون لا تحزن على أمراً مضى و شيئا لم يحدث بعد فالحياة مليئة بأمور و مواقف تتغلغل في عروقنا .
بين زحام الأرض أُناساً عابرون لكل منهم قصة مختلفة لا يهم ما هي القصة المهم أنّنا جميعاً نعيش بين ماضيها حاضرها وَ مستقبلها انكسارها شوقها و ابتعادها ... وبين زحام ارضها سَنعيشها بكل حذافيرِها.