01-03-2018 02:01 PM
بقلم : عبد الهادي الراجح
يبدو أن العقلانية والحكمة غائبة تماما لدى صناع القرار في وطننا العزيز ، وإننا رجعنا لأسوأ من العقلية العرفية التي كما يبدو لم تفارق الحكومات المفروضة علينا وهذه الحكومة تحديدا وحتى المرحلة العرفية كما نسميها كانت لدينا السيادة كدولة على ثرواتنا الوطنية التي هي ملك الشعب ، وحكومات البيع والخصخصة لم تعد تستطيع تتحمل مسؤولية حتى رغيف الخبز ورفعت عنه الدعم وأصبح وجودها للجباية والتنكيل بالشعب من خلال رفع الأسعار وكبت الحريات ، وكلما كانت الحكومة ضعيفة زادت شراستها أكثر ، والحكومات القوية كما تعلمنا من التاريخ هي التي تقترب من نبض الشارع ولا تهزها كلمة أو يؤثر عليها موقف .
هنا سأتوقف طويلا أمام اعتقال الأخ المناضل والنقابي المعروف سياج ألمجالي الذي عرفته عن قرب وهو من أحرار الوطن الذي يشار له بالبنان و أن اعتقاله لا يخدم إلا الأجندات الخاصة هنا وهناك .
عرفته مطلع تسعينات القرن الماضي وفي كل الأحداث والمواقف ولم يتأخر عن واجب وطني أو قومي وكان المشارك والمبادر والحر الذي لا يقبل أنصاف الحلول في القضايا المبدئية ، وجاء اعتقاله ليشكل صدمه لكل من يؤمن بحرية الكلمة وقدسيتها ولكرامة الإنسان وحقوقه .
لماذا اعتقل سياج ألمجالي بالذات وهل الحكومة الباهتة باعتقالها لسياج ستنهي سيل الاحتجاجات على سياستها المرفوضة ، في الحقيقة هذا مؤشر خطير جدا وجر الوطن للفوضى واللا قانون .
سياج ألمجالي لم يدعو لحمل السلاح ولم يبيع مؤسسات الوطن ولم يحرض على الإرهاب بل العكس من ذلك تماما ، أجنداته وطنية 100 % وكلماته يقولها الكثيرون ولكن الفرق بين سياج وغيره أن سياج إصلاحي فهو يوصل رسالة مفادها أن الوطن في خطر ، ورفع الأسعار للغذاء والدواء والمحروقات والكهرباء وغيرها من مئات السلع ذات الصلة أمرا لم يعد مقبولا وأن صبر الشعب بدأ ينفذ ، هذه هي رسالة الأخ سياج التي أراد إيصالها ولكن الحكومة لا تقرأ الا ما يعنيها ولا يهمها إلا بقائها في الدوار الرابع ، أليس الغذاء والدواء وما يتعلق بهم من صميم أمننا الوطني وما هذه الاعتقالات لأصحاب الرأي والنشطاء الوطنيين إلا تعسفا وضيقا بالرأي الآخر والعودة للوراء حتى في عصر السماوات المفتوحة .
أليس من الحكمة أن تتفهم الحكومة أي حكومة احتجاجات الشارع وأسبابه ولماذا نحن الشعب الوحيد الذي تجد حكومته لذة سادية في إيذائه والتنكيل به وبرزقه ولن أتحدث عن مجلس النواب لأنه غير موجود وذلك احتراما للوقت ، ولكن ما أقوله وأتمناه من صاحب القرار إطلاق صراح جميع المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الأخ سياج ألمجالي وحل مجلس النواب والحكومة معا وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتولى لأعداد انتخابات نيابية حقيقية بقوانين انتخاب محترمة يجري التوافق عليها مع كل مؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة وليس السلق في مطبخ خاص كما عودتنا الحكومات المتعاقبة .
إن اعتقال الأخ سياج ألمجالي يثبت أن الوطن لم يعد شراكة ولكن أصبح شركة للأسف ، حقيقة تؤكدها السياسات على الأرض من تعيينات لأبناء المسئولين إلى اعتقال الأخ سياج المجال وما بينهما وما سوف يأتي بعدهما .
ومن هذا المنبر نطالب بإطلاق صراح الأخ سياج ألمجالي وجميع معتقلي الرأي وندعو لوقف هذه المهازل التي لا تزيد الوطن إلا المزيد من الاحتقان ، ويا حكومة وادي عربه وذيولها سياج ألمجالي ابن هذا الشعب الطيب والحريص على كل ذره من ترابه الطهور ولا أريد أن اكتب عن سياج الأخ والصديق والإنسان الذي لم يتوانى يوما عن الواجب الوطني والوقوف مع كل معتقل رأي ، وكان مدافعا شرسا عن حقوق العمال والحديث عنه يحتاج لأكثر من ذلك .
نقول وباختصار وباسم كل الأحرار ارفعوا أيديكم عن سياج وعن كل أحرار الوطن والسجن للصوص والمرتشين وابحثوا عن أعداء الوطن الحقيقيين وليس أحراره ومحبيه ولا نامت أعين الجبناء .