03-03-2018 09:22 AM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
هل نحن جاهليون ؟ هل نعيش جاهلية الاولين ؟ ام هي جاهلية الاخرين ؟
الجاهلية ليست بقلة العلم والمعرفة ، لا الجاهلية قد تكون مع واسع العلم والمعرفة ، فكل علم لا يوصل المرء الى الإيمان بالله ورسوله فهو جهل ، وكل عالم مهما وصل من مستوى العلم لا يدله علمه على الله فهو جاهل .
فرغم التطور العلمي والتكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم لكننا ما زلنا نعيش جاهلية ، فنحن لم نهتدي حق الهداية لمعرفة الخالق حق المعرفة ولم نفهم الاسلام ولم نفهم الدين ، رغم العلم الكبير الذي جعل من العالم قرية صغيرة لكننا لم نهتدي لعبادة الله حق العبادة ، نحن في جاهلية مظلمة نحب العبد ولا نحب خالق العبد ، نحب ونكره في شخص أحببناه ولا نحب ونكره في الله ولله كما امرنا ربنا سبحانه وكما هدانا رسوله الكريم صلوات ربي عليه وسلامه .
لقد أحببنا عيسى وموسى وداوود وإسماعيل واسحق وكل أنبياء الله ولكنَّا لم نحب فرعون وقارون وهامان ولم نحب اليهود وبني اسرائيل ، أحببنا الأنبياء لأنهم آمنوا بالله ولم نحب من كفر بالله ، أحببنا خالد بن الوليد قائدا بطلا شجاعا في الاسلام ولم نحبه قائدا بطلا شجاعا في الجاهلية .
نعم نحن جاهلون فلا نغضب لله ، نرى كل الانتهاكات لحرمات الله فلا نغضب ، نرى العقوق والزنا والفجور والخمر والمخدرات وتخرج بناتنا سافرات مائلات مميلات ولا نغضب ، يزعجنا صوت الاذان ويضايقنا سماع القرآن ، يُغضبنا شيخ جليل عالم اذا كان له رأي في شخص أحببناه ولا يُغضبنا سكير عربيد مرتد اذا كان هذا يحب شخصا أحببناه .
نعم نحن في جاهلية ، ندعي العلم وندعي الحكمة والعقل لكنّا على ارض الواقع نقتّل بَعضنَا من اجل رفات الدنيا او من اجل التقرب من عبد حقير في جنب الله ، اذا قال لنا شخص قال الله ورسوله نرد عليه ولكن فلان قال كذا وكذا ، نحرّم الحلال اذا كان ذلك يخدم مصالحنا ونحل الحرام ان كان ذلك ايضا يخدمنا ، نكذّب الصادق ونصدّق الكاذب نميل لهوى الدنيا وخستها ونبتعد عن طيب الاخره وجمالها .
نعم نحن جاهلون نقول ما لا نفعل ونفعل غير ما نقول ، جاهليون نحن فنتهم من تقرب الى الله بالتطرف والجهل ونمدح من غادر دائرة الدين بالعلماني المتحضر ..........
اللهم اهدنا الى دينك خير الهداية