07-03-2018 09:37 AM
بقلم : عبد المجيد عصر المجالي
كنت في الخامسة من عمري حين مات أبي في مثل هذا اليوم قبل ستة وعشرين عاماً ، لا أتذكر عن هذا الرجل إلا خيالات وفروة كنا نلوذ بها حين يشتد البرد ولا تنفع معه المدفأة، لكن حنيني له لم ينقطع يوماً، ما زلت أراه في كل أب يعود لبيته حاملاً معه ما لذ وطاب، ما زلت أراه في فرحة كل الأطفال الذين يعبرون إلى الجنة عبر حضن الآباء، ما زلت أراه حين لا أرى في الدنيا ما يسندني سوى اسمه، ما زلت أراه حين أرى ظهراً انحنى لتبقى ذريته صامدة ،ما زلت أراه حين أمدُ عينيّ في صوره فيعميها الشوق، وما زلت أراه في أثواب أمي الملتزمة بالسواد منذ رحيله !
فقد الأب يترك وجعاً في القلب لا تشفيه فرحة الدنيا بأسرها، كأن الحياة تنقص حرفاً ،أو كأن التنهيدة تصير الفاصل الوحيد بين الدمعة والدمعة، أو كأنك تعيش من بعده لتحمل اسمه في هويتك الشخصية ووجع فقدانه في هيئتك الأصلية !
والدي العزيز:
لطالما أيقظتني عواصف الحنين إليك، فليتك تفاوض الموت علّه يمنحك "إجازة شوق" وأنا أتكفل له بأنني لن أعيدك أبداً !
#عبدالمجيد_المجالي