بقلم : هاشم الخالدي

قبل شهر تلقيت هاتفا من زوج اختي يبلغني فيه ان ابنة شقيقته سماح ابو عبيد تتعالج منذ ثلاثة اشهر في مستشفى الزرقاء الحكومي وان اطباء ذلك المستشفى اكتشفوا بعد كل تلك المده من علاجها الذي اقتصر على الضمادات والشاش وبعض الادويه البسيطه انها تعاني من سرطان الجلد المفصلي .

لسوء حظها كان هاني الملقي في تلك الفتره قد ارتكب كارثة منع الاردنيين من العلاج بمركز الحسين للسرطان واقتصره فقط على من بدأ العلاج لحين انتهاء علاجه وربما سنجد بعد فتره ان هذا المستشفى الذي بناه الاردنيون لم يعد للاردنيين .
تواصلت فورا مع وزارة الصحه وحاولت نقلها للعلاج في مستشفى الجامعه الا ان طلبها قد رفض حسبما ابلغني مكتب وزير الصحه بحكم ان هذا المستشفى لم يعد للحكومه وان الوزاره قد اوقفت تحويل المرضى له .

اضطررت لقبول عرض ادخالها الى مستشفى البشير لعلها تتلقى علاجا متخصصا بالسرطان الذي تعاني منه لاكتشف ان كل تصريحات الحكومه ان مستشفياتها الحكوميه يوجد بها كوادر لعلاج امراض السرطان ما هو الا وهم لا اساس له من الصحه، وان مستشفى الحسين للسرطان فقط يستطيع علاج مثل تلك الحالات من انواع السرطان ولا يستطيع اي مستشفى حكومي اخر من شمال الاردن الى جنوبه علاج اي نوع من انواع السرطان لانه لا يوجد به كوادر متخصصه اصلا .

بعد اسبوع ازدادت حالة المرحومه سماح سوءا، فقررت ادارة مستشفى البشير اخراجها بحجة ان حالتها ميؤوس منها وان لا علاج لديهم لحالتها اي انهم بدلا من ان يقوموا بتحويلها الى مركز الحسين للسرطان قرروا ان تذهب لمنزلها كي تواجه الموت ... الله اكبر.

اتصلت فورا بسكرتير وزير الصحه وطلبت منه التوسط لدى ادارة مستشفى البشير كي يوافقوا على تمديد مدة اقامتها وبالفعل نجحنا في تمديد اقامتها وقام الاطباء باعطاءها جرعتين من الكيماوي لكن الحاله كانت متقدمه لعدم اكتشاف اطباء الزرقاء الحكومي منذ اشهر انها تعاني من السرطان فاضطر الاطباء لاخراجها الى البيت بعد ان وصلوا حد اليأس حيث مكثت في منزلها لايام اربع فارقت بعدها الحياه بعد ان ذاقت ظلم حكومة الملقي التي تجبرت بالبلاد والعباد ومنعت عن الاردنيين حق العلاج من اخطر مرض قد يواجهه انسان .

ماتت سماح ذات الاربعين عاما وقد تركت اطفالا اربع دون ام وسيكبر الان هؤلاء اليتامى وفي قلوبهم غل على هاني الملقي الذي تسببت قرارات حكومته بقتل امهم وهي في عز شبابها .
الله اكبر ...اي ظلم هذا واي حسرة واي قهر قد يتذوقه هؤلاء الاطفال الاربع واي قهر وظلم وقهر قد يتذوقه اردنيون اخرون منعتكم وستمنعهم قرارات هاني الملقي من ان يحصلوا على ابسط حق من حقوق الانسان وهو العلاج في وطنه .
ماتت سماح واكفها مرفوعه الى الله ان ينتقم ممن حرمها العلاج واهدر حياتها وهي في ريعان شبابها .

ماتت سماح ولن يكون لها من اسمها نصيب فهي لن تسامح من فرط في حياتها وحرمها لذة ان ترى اطفالها شبابا .

ماتت سماح وقد تركت اطفالا اربع لن يسامحوا هم ايضا من منع علاج امهم في مركز الحسين للسرطان .

انتبهوا ايها الاردنيون ...فالقضيه هنا ليست قضية سماح ابو عبيد فقط .. الكارثه هنا اننا جميعا معرضون ان نفجع باصدقاء او اقارب ربما يفتك بهم هذا المرض فلا نستطيع ان نقدم لهم جرعة علاج اصبحت متوفره فقط للاجانب بينما يموت الاردنيون قهرا وكمدا .

واقولها بالفم الملان ....اليس ما حصل جريمة كاملة الاركان .
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com