15-03-2018 10:27 AM
بقلم : المهندس: معتز العطين
للاسف الواقع التنموي بشكل عام في اسوء اوضاعه لان الدولة والموسسات الاهلية لا ترى ان في التنمية طريقا لتحسين النمو الاقتصادي بل تركز على فرض المزيد من الضرائب وعلى جلب الاستثمار الخارجي مع ان الاستثمار الخارجي لا يرى في الاردن ولا في المنطقة مكان جيدا للاستثمار لاعتبارات سياسية وامنية واقتصادية وحتى اعتبارات النقل والإجراءات الحكومية عدا عدا عن انه لا يرى بان الجغرافيا ذات قيمة مضافة بسبب وضع المنطقة السياسي والامني ككل ..
مع ذلك تنسى الدولة ان تشجيع الاستثمار الداخلي الذي يتأتى عبر الناس اهم من الاستثمارات الخارجية ولا التي بذل كل جهودنا لجلبها ولكن دون أدنى نتيجة ، وفي الاخص ان نساعد الناس والمجتمعات على المشاركة في الاقتصاد عبر فكرة التعاونيات التي تخلق مشاريع صغيرة ومتوسطة يشارك في ادارتها وتمويلها الناس انفسهم وهذا لا يكون عبر بوابة الحكومة اليوم للاسف لانها فقدت الثقة الكاملة بل عبر المكونات الاجتماعية بدعم من الموسسات الوطنية العامة والخاصة والقيادات المجتمعية وخاصة ان قطاع التعاونيات في الاردن لا يساهم باكثر من 0.1% في الناتج المحلي الاجمالي ، بينما في دولة أخرى يساهم بما يزيد عن 25% من الناتج المحلي الاجمالي ، حتى ان نسبة الناس المساهمين اليوم بشكل اساسي في التعاونيات او العمل التعاوني لا يتجاوز 2% بينما وصلت في العديد من الدول الى ما يزيد عن 50% وهذا مؤشر مهم على انه غياب واضح للناس في المساهمة في النمو الاقتصادي وتغييب واضح لدور المجتمعات وتحويلها من مساهمة إلى عبئ على الاقتصادي عبر سياسات تمنعنا من التفكير بالتحول من الاستهلاك الى الانتاج ، ان التعاونيات برأيي اليوم هي المولد الحقيقي لنمو اقتصادي وطني عبر فتح افاق لمشاريع اجتماعية صغيرة ومتوسطة ودون اشراك المجتمع ككل في هذه التعاونيات لن يكون ذا جدوى حقيقة فهي تحتاج لجهد متكامل من المشتركين ومن المجتمعات المحلية وبحاجة لتسخير وتذليل العوائق التي قد تؤثر عليها ، في المانيا 20 مليون عضو في الجمعيات التعاونية في مايقارب 7500. تعاونية بين زارعية وصناعية و خدمية حتى وصلت اليوم الى تعاونيات في مجال الطاقة مثل تعاونية eG. في مدينة فولدا والتي يتشارك فيها 190 عضو وبراس مال 2.7 مليون يورو وتنتج ما يقارب 18 مليون كيلو واط من الطاقة .
اليوم امامنا فرصة كبيرة اذ ما اردنا الخروج من اعناق الزجاجات عبر التفكير جديا بكيفية اشراك الناس في النمو الاقتصادي وتسخير القدارات المالية والبشرية الاردنية لانقاذ الاقتصاد وبالتاكيد هذا يتطلب رؤية وخطة واضحة لها ضوابطها وقابلة للقياس والتطبيق .
المهندس معتز العطين