حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8769

الإعلام الاردني احتمل مني النقد

الإعلام الاردني احتمل مني النقد

الإعلام الاردني احتمل مني النقد

20-03-2018 10:03 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور مهند صالح الطراونة
_مملكة البحرين

في وقت تزدحم فيه الملفات على الدولة الاردنية، وتزداد فيه الحيثيات عند صانع القرار سواء كان هذا الصانع أمني أم سياسي أم أمني وسياسي ام اقتصادي ام تعليمي فقد إزدحمت الأجندة .
وفي وسط زخم هائل من الهموم والتفاصيل كان رد فعل الإعلام الاردني الرسمي ليس في مستوى المأمول ولا في حجم المأمول ولا بحجم الهموم ولا في حجم اشتداد الظروف والخطوب على الوطن الغالي، وننتقد هنا من أجل البناء وتخفيز الهمم وليس من اجل حلد الذات ، اقول أن جوهر الموضوع في قضية الاعلام هنا هو قدرته على الاقناع وحسن صياغة الخطاب وخاصة الخطاب الرسمي الحكومي.
لا اعرف كثيرا عن علم التسويق لكن هناك مايعرف بالتسويق السياسي لأي قرار حكومي،وبصراحة لقد فهم الكثير ممن استلم موقع حكومي او صاحب مسؤولية أن التسويق السياسي للحكومة هو امتلاك المسؤول المسوغات المادية والقانونية للدفاع عن قراراه حتى يحمي نفسه في المستقبل وأمام الإعلام ، دون الالتفات الى تبعات هذا القرار ودون الالتفات الى ردات الفعل التي يمكن ان تحدث بسبب هذا القرار ، ولا يعلم ان التسويق السياسي للحكومة اعمق من ذلك فهو اعلام و تسويق للمنهج وللطريقة، بطريقة يوارب فيها المسؤول والاعلامي والناطق الرسمي باسم الحكومة بين جميع الأطراف ويراعى فيها مصلحة الوطن والرضا الشعبي.

وهنا اقول انه بات من المهم في هذا الوقت تبني الاعلام الاردني سياسة التسويق السياسي المثلى تسويق للمنهج بشكل يقنع المواطن الاردني الذكي الواعي الذي لا يخفاه لا شاردة ولا واردة في كل القطاعات والمتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي يكتشف وعس المواطن ، اين دور المستشارين والمختصين في تحريك خطابا وطنيا واضحا صادقا جازما وطرحه للساحة بشكل مقنع وقوي .
ثمة ملفات عديدةواصبح الإعلام أكبر محرك للمزاج العام وتقلباته ، ومن وجهة نظري كأستاذ قانون اتفق مع كل الآراء الفقهية التي تقول ان الرأي العام هو أهم ضمانه لتطبيق الدستور والقانون وان اهم محرك للراي العام هو الإعلام، وفي ظل وجود خطاب رسمي لا ينقل المشهد بكافة ابعادة بعمق تظهر لدينا مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات صواريخ أرض أرض وأرض جو ومضادات أرضية وهي سلاح ذو حدين والمتابع لهذه الوسائل يعي ما اقول .
اقولها بشكل صريح لسنا بحاجة لإعلام المذيعين وجمال مذيعات وتغيير في الألوان على الشاشه و التي نعتز لطالما نعتز ونفتخر بها فهي عنوان الوطن واصالته و واجهته على العالم ، بل بحاجة لإعلام دولة من رجال دولة ؛إعلام يستقطب رجال الفكر والمنطق والقانون والاجتماع والنفس والدين ، إعلام مهني في دولة ناضجة يفهم أن مخرج البرامج فيه ان محور فيه هو التسويق السياسي الصادق عن منهج الدولة وجديتها في كبح مواضع الخلل والقصور اعلام يسلط الضوء فيه على اصحاب المنجزات الحقيقة الواضحة .
ومن جانب آخر اقول ان ناطق رسمي باسم الحكومة لا يستطيع بمفرده مهما امتلك من أدوات أن يخاطب مجتمع ودولة ويقنعها بشكل شعبوي وعلمي بنفس الوقت.
وهنا اطرح مثال الوطن الغالي يزخر بالمواقع السياحية الجميلة وقد تع ضت فيه السياحة الى ركود بعض الشيء في السنوات الأخيرة وحتى لا نجلد انفسنا لعل من اهم الاسباب في هذا الامر هو الوضع اقليم بشكل عام ، لكن تخيلوا ايها الاحبة انه بسبب فيديو نشره شقيق عربي زار اللردن هذا العام ونشر عبر مواقع التواصل التجتماعي الخاصة به عن جمال الطبيعة في الوطن زاد حجم الزائرين وزاد حجم الراغبين في زيارة الاردن للسياحةوالسؤال عن مناطقه السياحية ومناطقه الخلابه ، إذا الموضوع لا يحتاج إلى ميزانية ولا يحتاج إلى تفاصيل كثيرة ولا الى ترتيبات ولااجتماعات بل يحتاج لدور اعلامي مهني يسوق للسياحة يكمله تعاون جادمن قبل الجهات المعنية في السياحة ،هذا مثال ومثال نسأل من خلاله اين دور الاعلام عن المزارعين وهمومهم حيث تباكت الخضروات والفواكه في ايديهم بسبب قلة التسويق وزيادة الكلف،اين دور الاعلام من عرض دراسات واقعية وحالات واقعية عن مشكلة تفشي البطالة ولجوء الشباب للشوارع هروبا من الواقع ، وهذا بالطبع ملف هام جدا ويحتاج لإعلام دولة .
تعبنا فكلما ضاقت بنا الخطوب ننتظر إرادة ملكية وتوجيه ملكي أعان الله سيدي صاحب الجلالة الملك على كل هذا الحجم من الملفات .
الأم عندما يكون فلذة كبدها طريح الفراش ويصرف له مر الدواء تحتال عليه تتوسل إليه تقول له يا ولد يله اشرب ملعقة الدواء قبل فلان وعلان فيتناول الصغير مر الدواء عن طيب خاطر وهكذا إعلام الدولة يمرر أصعب القرارات ويتقبلها الشعب عن طيب خاطر ، اقول الولادة تحتاج إما عملية قيصرية أو أن تتحمل الأم الألم .
لا يتسع المقام الى سرد كافة الافاصيل لكن وددت اختيار نماذج منها تحتاج لوقفه جاده من قبل الاعلام ظاهرة الانتحار وانتشار البلطجة والزغرنه تحتاج لطرح اعلامي عميق يسلط الضوء على دلالات هذه الوقائع وليس نقل الخبر بتجرد وكأنه يتحدث عن حالة الطقس .
توقعت أن يسأل الإعلام عن سبب الجريمةوسبب الزعرنه ولماذا نسمع بين الحين والآخر عن حالة انتحار والعياذ بالله، نريد خبر اعلامي يبحث فيه وعن دافع الإجرام ويؤشر فيه عن نوع المجرم والبيت والأسرة للضحية،ظاهرة الانتحار ألا تحرك علماء الدين و الاجتماع والنفس لوضع مطبات وحواجز لكبح جماح السلبية وضعف الإيمان .
في نهاية الحديث نشكر كل المخلصين في الاالام على جهودهم ةلا نزاود على حبهم للوطن ولا اخلاصهم له وللقيادة لكن نقول ان اعلامنا يحتاج الى تكثيف المزيد جهود ومزيد وعمق في الطرح بما يتناسب مع الواقع .
والله من وراء القصد
Tarawneh.mohannad@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 8769
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم