حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12393

"امي ست الأصية

"امي ست الأصية

"امي ست الأصية

21-03-2018 02:28 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هبة احمد الحجاج
في كل صباح وكل يوم تشرق بهِ الشمس وتشع بأشعتها الذهبية وتسلسل من نافدتنا الى أعيوننا المغُمضة والتي حل عليها وقت طويل في ظلام الليل فنبدأ بتضايق منها ونضع غطائنا فوق روؤسنا هربنا منها لاننا الإنسان بطبعهِ كسول و نميل الى الراحة ونريد أن نستكمل نومنا الهنيء ، ولكننا بعد عدة لحظات قليلة نسمع صوتا أجمل من أصوات العصافير صوتا اعتدنا عليه كل يوم ونتضرع الى ربنا عز وجل أن لا يحرمنا منه ، صوتا كان وما زال وسيبقى هو الامان والامن والحنان والسند والقوة والحنين والاشتياق صوتا لا يمكن ولن يكون ولا يوجد له شبيه في العالم بأسره ، صوت امهاتنا
هذا الصوت هو الصوت الوحيد الذي يشعرنا أننا ما زالنا أطفال ما زال هناك شخص يحبك بدون مقابل ما زال هنالك شخص يخاف عليك أكثر من نفسك ، ما زال هنالك شخص يعطيك القوة والأمل والشجاعة ، ما زال هناك الحنان والطيبة رغم كل المأسي وخيبات الأمل، إلا إن الام تستطيع بمسحة يدها الحنونة على رأسنا أن تقضي على كل خيبات الامل والاحزان من "غدر الصديق ، ظلم المدير ، خيانة الحبيب وغير ذلك من الامور التي تجعلك تضيق عليك حياتك وتكدر عليك معيشتك .
يقول الشاعر

أعودُ إليـــكِ يــا أمـّـــي
أعـودُ لصــدركِ الحـانـي

أعـــودُ بكــلِّ أشــــواقـي
وأشــــجانــي وأحـــزاني

فضُمّينـــي وضُمــّــــيني
فإنــَّــكِ ملجـَـــئِي الثانـي

أحـِــنُّ لقُبــلةٍ كانــــتْ
تهدهِدُنـــــي وتــــرعاني

أحـِـنُّ لصوتِـكِ المحزونِ
أيـــا بوحـــي وكتمانـــي

أعـــــودُ إليــكِ يا أمِّـــــي
سجينـــاً مــلَّ مضجَعــَــهُ

أعـــــودُ إليــكِ يا عمـري
نشـــيداً ضـاعَ مطلَعـــُـــهُ

فعـُــدتُ اليـومَ من وَجْدي
علـــى كفَّــيكِ أجمعــُـــــــهُ

وقلبـــــي لـــو كشفتيــــــهِ
وجـــدْتِ رضــــاكِ أفرُعَهُ

ولـــو كـــانَ الجفا رجــلاً
بحــــدِّ السّـيــف أصرعهُ

في يوم من الايام استيقظت باكراً ، حتى أقوم بإنجاز بعض الامور والمهام وكان هذا اليوم يصادف عيد الام ، كم كنت فرحة جداً انني ما زالت أرى أمي واسمع صوتها واشتم رائحة عطرها وما زالت اقبلها وما زال حضنها دافىء يحتضني في الاوقات الشدة قبل الرخاء ، والاهم من هذا كله إن ما زال باب الجنة مفتوحا لي ،
وكنت وما زلت احزن واشعر بألم على الذين فقدوا أمهاتهم وأسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يرحم جميع أمهات المسلمين ويربط على قلوب ابناءهم ، خرجت من البيت وانا فكري مشغول بهديتي أمي ، وتجولت بالشوراع ورأيت العديد من الهدايا التي تناسب والتي لا تناسب ولكنني عندما كنت مشغولة بالتفكير ،وإذ بالصوتً طفولياً ممزوجا بالبراءة والخجل " لو سمحتي بكم ثمن هذا " وكانت تشير الى فستان " باهظ الثمن "
ابتسمت ورايتُ انها لا تملك الا بضعة الدراهم ، فخشيت ان احزنها وقلت لها " اشتري لماما وردة ستفرح بها كثيرا" ، فابتسمت وخجلت واصبحت تجري بالسرعة البرق وكأنها تريد إن تسبق الزمن وتكبر لكي تستطيع ان تشتري ذلك الفستان التي تخيلت وتصورت انها ستكون امها " كالملكة " ، اكملتُ بحثي في الاسواق ، وشاهدتُ من بعيدا فتاتان كنت احسبهما أختان ولكنهم عندما اقتربا مني اكثر فاكثر اتضح لي انهما أماً وابنتها ،فرحت من الداخل على علاقتهما الجميلة لاننا اصبحنا في زمن أصبحت العلاقة بين الام والابنة شبة مقطوعة او متوترة ، ومما اثار وحرك مشاعري وشعرت بالقشعريرة تصيبني عندما قبلت الابنة رأس امها وقالت " انا كل ما بفرح وبنجح بقول أنا أمي دعتلي " ،
وكانت هذه الجملة متزامنة للجملة قد سمعتها في نفس الوقت الإبنة قالت لأمها واطفالها يلتفون حولها وكأنهم يشعرون بإنهم إن العالم كله بين ايديهم وتتططىء براسها على امها وتقول "طول عمري بنادي يا امي في تعبي وفرحي وهمي ،وما حسيت معنى الكلمة غير لما تقالتلي "
ياااااااه كم اثرت هذه الجمل في نفسي ، نعم وبكل تأكيد انا انجح وافرح واسعد واحقق جميع الانجازات وهذا كله بفضل الله ثم بفضل دعواتي أمي ، وتذكرت قول شاعر حينما قال "فاروق جويدة:
أماه.. يا أماه
ما أحوج القلب الحزين لدعوة
كم كانت الدعوات تمنحني الأمان
قد صرت يا أمي هنا
رجلاً كبيراً ذا مكان
وعرفت يا أمي كبار القوم والسلطان..
وايضا دائما عندما أحزن وأفرح وأتعب وأشعر بالضيق وألم او حتى كنت لا أشعر بأي شيء أردد وبأعلى صوت "أمي "
ودليل أننا لا ندخل البيت إلا ونسأل "أين أمي"
لاننا اطفال وسنبقى اطفال مهما أصبحنا ومها علونا ومهما كبرنا نحن اولاد في حضني امهاتنا
حيث قال الشاعر "
سعيد عقل
أُمِّيَ... يا مَلاكي يا حُبِّي الباقي إلى الأَبَد
وَلَم تَزَلْ يَداكِ أُرْجوحَتي وَلَمْ أَزَلْ وَلَد.
اشتريت الهدية وركبت "التكسي " واخدت استمع الى اذاعة في راديو وضعت اغنية "ودوني على امي "
واعجبني مقطع "المخلصة الوفية، الحاجة الحلوة اللي فيا
هيا البركة اللي عندي وماليش بركة إلا هيا
الطيبة الأميرة، أمي الست الأصيلة
حياتي وذكرياتي في تقاطيعها الجميلة
هذا المقطع جعلني اكتب واكتب لامي الست الاصيلة ،
العبارات والجمل الجميلة التي ولإن توصفها بإي شي من الحنان وطيبة والاخلاص والبركة التي تشملني في جميع النواحي والمجالات .
كتبت مقال بعنوان "أمي الست الأصيلة "
أمي ثم أمي ثم أمي لحتى اخر يوم في عمري لا بل حتى اخر نفس في عمري ، امي حملتني في احشائها مدة تسعة أشهر وتحملت التعب والمشقة ،امي اول انسانه شعرت في نبضات قلبي في احشائها وفرحت وكانت تعد ايام ولليالي التي تضع رأسها على قلبي وتسمعه نبضاته عن قرب ، امي التي اخاطت لي ثيابي وهي لم تراني بعد ، حتى تراني في اجمل وافضل حُله ،امي التي كانت تفرح عندما كنت اتحرك وانا في احشائها وتقول في نفسها " غدا سنلعب كلانا ونقفر ونمرح .
يا امي عندما خرجتُ من رحمك ، كنت انسان ضعيف لا يعلم ولا يفهم ، انتي التي علمتني وكبرتني وجعلتي لي شخصية مستقلة ومختلفة عن غيري ، انتي التي جعلتي مني انسان يميز ما بين الحلال والحرام ، يعرف الصواب من الخطأ .
عندما كنت في مرحلة الطفولة كنت لا اعلم كيف اتناول طعامي انتي التي كنت تطعميني عنوةً عني حتى اكبر وانمو وانا بالصحة وعافية ، كنت لا اعلم كيف البس ملابس كنت انتي التي تختارلي ملابسي وتلبسيني اجملها
وعندما نطقت بكلمة "امي" كانت اجمل كلمة سمعتيها في حياتك وسبب " انني ابنك /ابنتك .
انا اسفة يا امي في كل ليلة ايقظتكِ فيها على بكائي وصراخي وانت غارقة في نومك حتى تتطعميني ،
يا امي انتي رفيقتي في طفولتي ،كم لعبنا وكم ركضنا وقفزنا وكم بلونا ً فقعت وكنت ابكي واركض الى حضنك الذي يملأه الدفىء وانتي تمسحيلي دموعي وتقولي لي " كله الا دموعي بنتي " وتطبطب علي واشعر إن العالم كله اصبح في حوزتي بعد هذه الطبطبة لا فقط البالون بل العالم بأسره ، وعندما اصبحت صبية كنتي لي اخت والصديقة اطرح عليكي المشاكل اجدك عندك الحلول اتي الكِ غاضبة وضاجره من كل شي ناقمة على الحياة ، اراكي تهونين علي وتصبريني وتاخديني الى حضنك وتقول لي "دوام الحال من المحال " فابتسم وافرح واقول في نفسي امي معي لماذا اخاف من هذا الزمان كم انا سخيفة ، وبعد عدة لحظات من شكواي وهمومي اركِ اتجهتي الى رب العباد حتى تتدعي وتشكي له كم ان دموعي وألمي صعبا عليكي ، فأعود الى الحياة بكل عزيمة واصرار وأقول لها " أمي معي فلماذا أخاف "
يا امي عندما انجح وانجز واحقق اهدافي وطموحاتي دائما أردد في نفسي واقول "انا امي دعتلي "
امي انتي الام والاب والاخت والعمة والخالة
انتي صديقة والحبيبة والعزيزة والغالية ، انتي كل شي يجمل هذا الكون ، انتي الشيء الذي كان وما زال وسيظل كالشمعة التي تنير دربنا وتحترق حتى تملاء هذه الدروب ضوءاً ونورا وشعاعا .
وكما قالت انغام "
المخلصة الوفية، الحاجة الحلوة اللي فيا
هيا البركة اللي عندي وماليش بركة الا هيا
الطيبة الأميرة، أمي الست الأصيلة
حياتي وذكرياتي في تقاطيعها الجميلة" .








طباعة
  • المشاهدات: 12393
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم