حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4067

في الأردن معترضين وليس معارضة

في الأردن معترضين وليس معارضة

في الأردن معترضين وليس معارضة

04-04-2018 11:47 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبد الهادي الراجح
يبدو أن الحكومات المتعاقبة على الوطن لا تعرف ولا تقرأ سيكولوجية الشعب الأردني وتركيبته بمختلف ألوانه الفكرية والسياسية والايدولوجية ولست مع معقولة من مختلف الأصول والمنابت التي أرى أنها لا تنطبق على الأردن وكل مناطق سوريا التاريخية حيث أصولنا واحدة ومنبتنا في الأغلب واحد عرب أقحاح ، وتجد نفس أسماء العائلات هنا وهناك وبالتالي نحن شعب واحد وقصر النظر لدى الحكومات المتعاقبة التي لا تقرأ وان قرأت لا تفهم ما قرأته وإذا فهمت تخاف مما قرأت فهي حكومات اللون الواحد تأتي وتذهب بقرار ، بمعنى أوضح أن حكومات الوطن يغلب عليها طابع حكومات تصريف الأعمال أكثر مما هي حكومات قرارات تتعلق بالوطن ومصالح شعبه الكادح .
وبالتالي ما تعجز الحكومات عن فهمه واستيعابه أن الأردن لا يوجد به معارضة بالمعنى الحرفي للمعارضة كما هو في دول أخرى شقيقة وغير شقيقة ، وما هو لدينا معترضين وليس معارضين اعتراضات وليس معارضات .
المعارضة برأي المتواضع في هذا التعريف هم غالبية الشعب الأردني وهذا ليس من وحي الخيال ولكن من رحم الواقع السياسي والاقتصادي الذي نعيشه وهو إفراز لسياسات حمقاء أوصلت الوطن لما هو عليه .

لذلك أغلب شعبنا في صفوف المعترضين على هذه السياسة الحمقاء وما أفرزته من شللية وفساد وإفساد ومراكز قوى ، وأصبحت هذه المراكز أقوى من الدولة ذاتها وفصلت الأنظمة والقوانين لحماية مصالحها الطبقية ولا سيما في مجلس النواب الذي لم يبقى منه إلا الاسم المجرد بعد إفراغه بتلك القوانين من كل دسم سياسي بما في ذلك حتى ما كنا نسميه بالديكورات السياسية التي تخدم الحكومات أكثر مما تفعل شيء على أرض الواقع وأصبح مجلس النواب ذو اللون الواحد وان تعددت أشكاله من الغامق للفاتح للمتوسط ، ولكن يبقى لونا واحدا وشعبنا معترض على سياسة الحكومات المفروضة عليه وليس معترضا على دولته ووطنه فالوطن للجميع مؤيد أو معارض أو معترض كما نقول ، ولكن الحكومات بضيق افقها السياسي خلطت المفاهيم وزادت الإرباك بين سياستها المرفوضة وبين الوطن وكينونة الدولة ذاتها بحيث صور أن أي معارضة أو اعتراض على تلك السياسة القاصرة يكون للدولة على طريقة لويس السادس عشر في فرنسا بمقولته الشهيرة (أنا الدولة والدولة أنا ) وأي معارضة تكون للدولة وأساسها وليس للسياسية القائمة وهي عمل إنساني يصيب أو يخطئ وهذا الذي لا تفهمه حكومات اللون الواحد المتأثرة برمزها الأول لويس السادس عشر والتي تعيش العصور الوسطى في القرن الواحد والعشرون .


ما نريد إيضاحه أن لا تختبئ هذه الحكومات ولا سيما حكومة الملقي الثاني الأكثر كرها من الشعب خلف عباءة الملك والدولة الأردنية التي تستحق حكومات وطن منتخبة وليست حكومات تصريف أعمال لدولة قاربت القرن من إنشاءها .

وعلى الجانب الآخر أتمنى من المعترضين على هذه السياسة الحمقاء تشكيل جبهة وطنية موحدة تعمل على برامج عمل بالقاسم المشترك بين الجميع مع احتفاظ كل حزب أو تنظيم في ايدولوجيته الخاصة به .

وما يحتاجه الوطن العمل ألبرامجي المشترك الذي لا يقصي أحدا وغير ذلك سنبقى في دائرة الفراغ السياسي وحكومات تصريف الأعمال المسيطر عليها من مراكز القوى والنتيجة على المدى البعيد مستقبل مجهول ومجبول بالمخاطر وبالتأكيد سيصنعه لنا الآخرون لا سمح الله وهذا ما نرفضه ونناضل ضده .

حمى الله وطننا وشعبا وكل بلاد العرب ولا نامت أعين الجبناء .

عبد الهادي الراجح








طباعة
  • المشاهدات: 4067
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-04-2018 11:47 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم