22-04-2018 03:08 PM
بقلم : ابراهيم قبيلات
وكأنه قدر الجنوب وأهله أن يكونوا منجماً حتى للموت، ثم تأتي الحكومة معزية، وقبل أن تمضي تقف وسط المفجوعين لتقول شيئاً عن مشروع جديد لغايات تحسين الطريق بكلفة كذا وكذا.
أعاد الحادث المأساوي والذي راح ضحيته عائلة النائب محمد العمامرة وآخرون أزمة الطريق الصحراوي إلى الواجهة مجدداً.
الجنوب يصارع شبح الموت والفقر وحيداً..صار مألوفا لدينا أن نستقبل على هواتفنا 'تنبيهات' العاجل لحادث على الطريق الصحراوي يبتلع به ضحايا جدد، فهذه الطريق قصة موت أزلية تجثم على صدورنا، ولا أمل في تقديم معالجات جادة وحقيقية تعيد الطريق إلى سكتها الصحيحة كقناة استراتيجية تصل الأردن بمحيطه.
حديث الحكومة وعطاءاتها في إصلاح الطريق الصحراوي بعد كل كارثة، يتحول إلى 'تنفيعات' يتقاسمها وكلاء الموت من أزلامها في العبدلي، فتنتهي إلى 'رقع' اسفلتية تتكفل بهريانها أول شتوة عابرة إذا فلتت من بين عجلات الشاحنات المستعجلة؛ لتعود بعدها طريقنا إلى جوعها الدائم للموت.
مذهل صمت الحكومات عن سلسلة جرائم الصحراوي ليس في أرواح البشر وحسب، بل وفي مركباتهم أيضاً، فمن يسلم من الموت عليه أن يدفع للمكانيكي 'كفارة' الطريق.
اليوم، لم تعد تسأل الناس عن مشاريع الحكومة الممولة من السعودية وغيرها بملايين الدولارات؛ لإعادة تأهيل الطريق الصحراوي، فتلك قصة أخرى لا يعرفها إلا العفاريت والمنجمون.
بعض النواب تحمس وطالب بإقالة وزير الأشغال العامة على 'الفيس بك'، كرد فعل عاجل، على حادثة وفاة ثمانية أشخاص على الطريق الصحراوي، وقد يتجاوزه آخرون بالمطالبة بإقالة الحكومة بأسرها، فيما يبقى الصحراوي يواجه مصيره بعد أن اعتادت الناس هناك على قصص الموت الجماعي.
على أية حال، وأنت تطالع صفحات الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي وقد اتشحت بالسواد، حيناً وبالغضب حيناً آخر، تدرك من فورك أية حياة يعيشها الجنوب، فيما تكتفي الحكومة بعد الضحايا واخراج شهادات الوفاة.